قرصت نفسها بعنف حتى تتأكد ان المعجزة التي تراها بعيونها الان هى حقيقه وليست حلم...
ادهم كان يحمل قميص نومها بين يديه وهو يبكى بحزن....
الدموع التي تلمع في عيونه حقيقيه جدًا لا يمكن ان تكون حلم... لا يمكن لحلم ان يكون بمثل تلك الروعه....
صرخت بعدم تصديق ...
- ادهم...؟
رفع رأسه ببطء وجودها صدمه بقوة....
قاطعها ..منعها من ان تاخذ فرصة للتعبير او للكلام هاجمها فورًا... - الحمد لله رجعتى تشهدى علي ذلي الكامل ...ارتاحتي ...انتقامك تم حققتي امنيتك انك تكسريني بالكامل ... تشوفي بعنيكى ذل العجوز اللي غصبك علي الجواز بدون ارادتك ...ومش بس كدة استغل لحظة ضعفك واجبرك علي معاشرته.... اطمنى انا احتقرت نفسي كفايه بالنيابة عنكاقتربت منه مازالت تخشي ان تستيقظ من الحلم علي الحقيقة المرة
حلم ذكرها بأخر رائع فى المستشفي يوم عمليتها... قالت برجاء ..
- ادهم ارجوك اسمعنى
اجابها بمرارة ....
- خلاص يا هبه خلص الكلام ...امشي ايه اللي رجعك؟ . حياتك ادامك ...انا حولتلك ملايين كتيراوى ...الحراسه هتفضل معاكى ...مفتاح قفصك بقي معاكى اخرجى حصلي العصفورة...
امسكت يده بقوة وقالت ...
- ادهم ممكن تسمعنى لحظة واحدة...ادهم ادينى بس فرصة اشرحلك سبب رجوعى
رفعت المخدة بيدها الاخري واخرجت الصورة والقميص من تحتها نظراته تركزت علي ما تحمله في يدها...
اكملت بصوت خافت يكاد يكون غير مسموع ...
- رجعت لانى نسيت قميصك وصورتك ...الذكريات الوحيدة اللي هتبقالي منك
هز رأسه بعدم تصديق ...
- هبه ..انا مش فاهم
اجابته بمرح ممتزج بالدموع ...
- معقول ادهم الذكى الملياردير لسه مفهمش ...
ادهم ..سامحنى علي كلمة قلتها في لحظة غباء ...ادهم انا كبرت وبابا بيشتغل عندك عارف يعنى ايه ؟؟؟
يعنى حياتنا كانت متوقفه عليك ...صبح وليل بابا بيشكر فيك وفي اخلاقك ويتكلم عن امبراطوريتك....انا لما قلت عجوز ...فعلا كنت فاكراك اكبر من بابا الله يرحمه...اخر حاجه اتوقعها ان ملياردير زيك عمره في التلاتينات
عينيه اتسعت من الصدمة...
- ادهم انا لما شفتك اتصدمت من سنك ...اتصدمت لانى اكتشفت ان السواق اللي انا اعتبرته سواق يوم المستشفي هو انت
هز رأسه بمرارة واضحه ...
- طبعًا اتصدمتى لدرجة انك رجعتى... رجعتى كل اللي في معدتك لما شفتينى....هبه عندك فكرة عن الالم اللي انا حسيته يومها لما عرفت انك قرفانه من العجوز اللي اتجوزك ...يومها الدنيا اسودت في وشي ...كنت علي استعداد انى اتخلي عن ملياراتى كلها في مقابل انى اكسب حبك ...عشان كده قررت اسيبك في حالك وارحمك منى
لكن لما عملتى العمليه ورحتلك المستشفي وشفتك وانتى لسه في التخدير...قربت منك ولاول مرة في حياتى باخدك في حضنى عرفت انى مقدرش ابعدك عنى تانى ..
مشاعرها أصبحت جياشه ....الكلمات خانتها ...التعبير بالكلمات اقل من الموقف...حب ادهم واضح في كلامه في المه... في دموعه
ومع ذلك حاولت ان تتكلم دورها الان في الكلام ...
- ادهم....
اكمل باستسلام وكأنه لم يسمعها تناديه ..
- خلاص يا هبه انتى شفتى انهياري الكامل ...اخر حاجه كنت اتمناها انك تشوفينى بالضعف ده ....بس لازم اتمسك بأخر امل لو فعلًا موجود ...
انتى رجعتى عشان الحاجات دى ايه بالنسبه ليكى ؟
انا ايه بالنسبة ليكى ياهبه...؟....سجانك العجوز ولا جوزك وحبيبك؟
قالت بحب واضح ...
- انا غبيه وعنيده زيك بالظبط ..
ضمها بقوة لدرجة انها شعرت ان عظامها سوف تتحطم تحت وطئة ضمته...
- هبه ارحمينى انا مش حمل سخريتك منى ..
منعته يكمل كلامه ..اصابعها الرقيقة لمست شفتيه ... وتجرأت أخيرًا ..
- ادهم انا بحبك ..
قولي فعلًا انت اللي كنت في حلمى في المستشفي ...انت كنت موجود ...ده مكنش حلم مش كده ...؟
ادهم شدد من ضغطه عليها ...الامان الذي احسته في حضنه يساوى كل الدنيا...
- ايوه يا هبه انا كنت هناك وكانت اول مرة اخدك في حضنى ...انا كنت في المستشفي من لحظة وصولك ولو كنت اقدراستحمل اشوفك وانتى في العملية كنت كمان دخلت معاكى العمليات بس للاسف مقدرتش...
فكرت بفرحة غامرة ...الحمد لله مكنتش وحيده يوم العملية...طمعها زاد فسألته بجراءه اكبر .....
- ادهم انت بتحبنى من امتى ...؟
شعر بقوة ضغطه عليها فخفف ضغطه قليلًا ....حاول ان يحررها من قبضته فاعترضت بتذمر وتمسكت به بقوة...
اخيرًا ضحك ثم قال...
- اصبري بس... كده هتخلينى معرفش اركز في اللي هقوله واللي عندى مهم ولازم تسمعيه ...
وافقت تحت ضغطه.. اخذها بحنان طاغى ...واوصلها لاريكة مريحة في التراس ..ثم اخذها مرة اخرى في حضنه...
انتظرت ادهم يكمل بلهفة ..اخيرًا سوف تسمع منه الكلمة التى انتظرتها طويلًا .... صفي صوته ... استجمع شجاعته اخيرًا وقال ... - هبدأ معاكي من البداية ... مرة من 4 سنين ... دخلت مطبخ مكتبي اطلب حاجه من عم سلطان ...هناك مشفتش عم سلطان لكن شفت ملاك ملاك صغيرلابس فستان ...المنظر اللي شفته جمدني في مكاني
شفتك قاعده علي كرسي ورجليك الجميلة بترتاح علي كرسي تاني ...ايدك بتلعب في شعرك بحرية ...في حياتي عمري ماشفت حاجة بالجمال ده فضلت اراقبك دقايق زى المتخدر ...كنتي مشغولة بمذاكرتك لدرجة انك ملاحظتيش وجودى ..
رجعت مكتبي ..طلبت سلطان ....من نفسه قالي عن بنته الجميله هبه..هبه اللي خايف عليها من البلطجية ...تصدقينى لو قلتلك انى حبيتك من لحظة ما شوفتك ...حسيت بالخوف عليكى ...بالرعب ان ممكن حد يقربلك او يؤذيكى...عشان كده عفيته من شغل الفترة المسائية وعرفت مدرستك... كنت بروح اراقبك من بعيد زى المراهقين ...
كنت مستعد اقتل لما في يوم من الايام سلطان قالي عن البلطجى اللي اتحرش بيكى علي السلم ...اقسم بالله كنت رايح اقتله يومها لكن لما هديت فكرت افضل ...البلطجى انا اتصرفت معاه تصرف عمره ما هينساه في حياته ولحد النهارده مرمى في السجن...
عرضت علي سلطان تنتقلوا شقة الزمالك ...سلطان خاف منى اكتر من البلطجية ...تخيلي خاف عليكى منى...
اكيد حس في كلامى انى مهتم بيكى حس بلهفتي في صوتي ...شاف اعجابي في عيوني ...خاف عليكي منى لدرجة الرعب ...طبعًا انا كنت محرج من نفسي ومكسوف ازاي انا وانا عمري31 سنة احب طفله من نظرة واحدة لدرجة الجنون ..
شهقة صدمة من هبه منعته يكمل كلامه ....ادهم امرها بلطف ... - هش اسمعينى للاخر ..
ازاي هفهم سلطان انى بحبك وخايف عليكي ...سلطان كان كله كبرياء وكرامة ...رمى عرضي في وشي وتقريبًا شتمنى وصمم يسيب الشغل.. وقالي اللي خلقنا مش هينسانا وهو قادر يساعدني احافظ عليها
وقتها الحل الوحيد ادامى كان انى اطلب منه ايدك...رعب سلطان زاد اضعاف من طلبي ...غالبًا اعتبرنى معتوه ...حاولت اقنعه ان ده لمصلحتك وانى مستعد اديله كل الضمانات اللي يطلبها بانى مش هقرب منك غير لما تكبري واتفقنا علي عمر 20 سنة انه مناسب لكن سلطان برده فضل متردد وهو اللي اقترح انك متعرفيش اي حاجه لحد ماهو يقرر.. الفلوس وقتها فتحت كل السكك وكتبنا الكتاب بدون علمك ..
عجزت اذانها عن التصديق....المفاجأت كثيره عليها لدرجة انها خافت ان يتوقف قلبها من الفرحة ...اقصى امنياتها كانت ان يحبها ادهم ...لكنه الان يخبرها انه احبها منذ البداية
ادهم اكمل بألم ....
- انا كنت ناوي فعلًا انى افضل بعيد ...كل فترة كنت بروح اراقبك من بعيد وانتى خارجة من المدرسة ....جمالك كان بيزيد يوم بعد يوم وكنت بتجنن عليكى اكتر واكتر ..... لكن كنت مطمن انك بأمان ..
بس لازم تصدقيني انا مطلبتش من سلطان انه يحبسك او يضيق عليكى
انا فتحت له اعتماد مفتوح وخفت اسأله يعتبرنى بتدخل في شؤنك وبأخل بوعدى له... بعد وفاته علي الرغم من انى كنت قررت اخرجك من حياتى لكن غصًبا عنى كنت بلاقينى بروح عند كليتك اراقبك من بعيد برده ....كل كتاب او رواية قريتيهم انا قرتهم الاول قبل ما ابعتهملك ... كل حاجة بعتهالك اختارتها بحب وقضيت الايام بتجهيزها ليكى ... ادركت الان لما رائحته كانت دائمًا مألوفة لها وتسبب لها ذكري مبهمة فكل كتاب قرئته كان يحمل رائحته وبصمته...
- خطتى لما قررت اتجوزك كانت انى اتعرف عليكى بالتدريج ...اخليكى تحبينى زي ما انا بحبك
ابدًا عمري ما كنت هفرض نفسي عليكى او اجبرك علي اي حاجه ... لكن بمرض سلطان عرفت ان النهاية قربت لان سلطان صمم يريح ضميره
لما نقلت سلطان المستشفي ...بلغنى انه هيقلك ...قالي باللفظ ... - انا روحى متعلقه لحد ما أقول لها ...علي الرغم من خوفي وقلقي مكنش عندى اي حل تانى ...رحت اجيبك من البيت وانا متوقع الانفجار في أي لحظة....كنتى قلقانه ومضطربه لدرجة مرعبة شفتك في نفس الفستان اللي كنتى لابساه يوم ما سرقتى قلبي...كان نفسي اخدك في حضنى ..بس انتى اعتبرتينى السواق وركبتى..انا كنت غرقان في قلقى محستش غير وانتى بتفتحى باب العربية وبتركبي...
وانتى كنتى في دنيا تانيه لدرجة انك محستيش بوجودى...عرفت انى حظى معاكى شبة معدوم لانى عارف ان سلطان هيقلك وانا مقدرتش امنعه ومعرفتك بالطريقة دى عن جوازنا كانت هتدمر أي امل ليه في حبك ...لكن قررت احاول معاكى مرة تانية بعد وفاته...وانتى عارفه الباقي...عزت ومكتبه...
اخيرًا استطاعت ان تتمالك اعصابها وسألته ...
- عزت قالى عن صفقة وجواز والدك غصبك عليه
ادهم انفجر في الضحك ...ضحكته ترجعه العديد من السنوات للوراء حيوته عادت كأنه كان نبته حرمت وقت طويل من المياه وارتوت اخيرًا
ادهم اكمل ...- لما كان رد فعلك علي قربي منك الترجيع .....الدنيا اسودت في وشي... حبيبتى اللي بحبها من سنتين ومستنيها بصبر...قرفانه منى سببتلها الغثيان ...تفتكري فيه راجل واحد في الدنيا يستحمل كده ..؟
نفت بقوه...
- ادهم انا مرجعتش لانى حسيت بالنفوراوالقرف ...انا رجعت لانى دخت وجتلي نوبة صداع نصفي ...كان بقالي يومين من غير اكل ..صدمات ورا صدمات اخرها اكتشاف انك مش كبير زى ما انا كنت فاكره ...يومها ريحة برفانك كانت قوية جدًا وهى اللي قلبت معدتى ...اي ريحة قوية وقتها كانت هتسببلي كده مش انت ابدًا او قربك...انا بطبعى عندى صداع نصفي ولما بيكون عندى أي ريحة قوية بتخلينى ارجع...
ادهم ضحك بمرارة ...
- يومها روحت كسرت البرفان كسرت كل حاجه في طريقي ومن يومها مستعملتوش في حياتى ابدًا لانه بيفكرنى بذلي
اكمل بخبث ...
- بس بصراحة انا يومها كنت مزودها يمكن خلصت العبوة كلها عليه ..فضلت ساعتين اغير في لبسي كنت عارف انك اول مرة هتشوفينى ...حبيت اظهر في احسن صورة ...الالم تجلي بوضوح علي وجهه الوسيم ...- حبيت اظهر اصغر عشان اعجبك ...بس كانت مكافئتي احساسك بالقرف مني...عشان كدة اخدت قرار نهائي انى ابعد عن حياتك الفت حكاية الصفقة في ثوانى وعزت وصلها ليكى عشان احفظ اي جزء من كرامتي المجروحة...
علي الرغم من رفض عزت في البداية انه يشترك معايا لكن وافق في الاخر وساعدنى لما شاف حالتى يومها ... لو لا حظتى حكايتى كان فيها تناقضات كتير لانى مبعرفش اكذب ... لكن فعلًا انا كنت ناوى اشيلك من حياتى واحاول اواصل حياتى من غيرك ...عرفت ان ما فيش اي امل لينا مع بعض ..وفضلت طول سنتين بحاول انساكى...لكن عمليتك غيرت كل حاجة ..رجعتك لحياتى بقوة... بعد ما لمستك مرة كان لايمكن اكتفي
ادهم ضحك فجأة...
- انتى عارفه بنت الكفراوى دى عمرها كام سنة ؟
هبه هزت رأسها بترقب....
ادهم اكمل ضحكه وقال ..
- 45 سنة ومتجوزه من اكتر من 20 سنة يعنى قبل ما انتى تتولدي
عدوى الضحك انتقلت اليها ..
- عشان كده مامتك استغربت لما سألتها عليها....
ادهم سألها بفضول ...
- الحاجة ؟؟!! ردت بحياء ...
- اه مامتك ...الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتي ..
ساعدتنى كتير عشان احاول اكسبك ...وجهها احمر من الخجل ... - قالتلي شعليليه
انفجر في الضحك ...
- يعنى العروض دى مكانتش عفوية...؟
وجهها احمر بعنف...وهزت رأسها بالموافقه ...
هى قالتلي انا علي اخليه هنا والباقي عليكى-
ضحك بمرح ...
- بصراحة كنت شاكك... ماما طول عمرها صحتها بمب وعمرها ما اشتكت من حاجه ..والدكتور كمان قال انها كويسه جدًا...انا كنت علي اخري عاوزك بطريقه خلتنى زى المجنون وبس باب بيفصل بينا ...
كنت بهرب من البيت للفندق وماما ساعدتك تجنينى اكتر ...؟
ابتسمت ...
- كانت بتساعدنى باخلاص...قلبها حنين اوى ...اد ايه انا كنت فرحانه انى اخيرا شفت حب ام لابنها ....حب الام عمري ما جربته
ادهم ضمها بحنان ...- انا هعيش عمري اعوضك عن اي حنان
دفنت رأسها في صدره ...دقات قلبه تسمع صداها فى اذنها .... يا الله..... الحمد لله
أنت تقرأ
سجن العصفورة
Romanceفي صفقة اشبه بالمعجزة تم الاتفاق بين عم سلطان الساعى البسيط والملياردير ادهم البسطاويسي صاحب الشركات ورب عمل سلطان علي انتقال هبه وسلطان من منزلهم البسيط في منطقة شعبية والتي اصبحت مرتعًا للبلطجيه الى شقة ادهم الفخمه في ارقى احياء مصر...تلك الصفقة ا...