" إنتهى درس اليوم ، ولا تنسوا واجباتكم للحصة القادمة "
كان هذا صوت دكتورة الأحياء قبل خروجها من القاعة التي تضم أكثر من 120 طالبا ، تحزم كوثر أغراضها التي لم تكن سوى حاسوب محمول وبعض الأوراق والدفاتر والأقلام لتتجه ناحية الساحة تتناول وجبة تعيد بها نشاطها فهي لم تأكل شيئا منذ الصباح..
"كوكووو"
صاحت لورين بعدما تشبثت بظهر كوثر تعانقها من الخلف والضحكة تعلو محياها..
لتتنهد الأخرى على هذا التصرف فالبرغم من عمرها إلا أنها تتصرف كالمراهقين ولكن هذا لا يمنعها من أن تكون سعيدة فحيوية هذه الفتاة تضفي إلى يومها لمسة..
" إذا ما الأمر الذي حدث لتكوني بهاته الطاقة والحيوية في يوم حار"
تحدثت كوثر وهي تبعد الأخرى عن ظهرها فالحرارة لا تحتمل بالفعل ومن حسن حظها أن حجابها يجعلها تشعر بالإنتعاش فمن المفترض أن يكون الجو دافئا فهم سوى ببداية شهر أكتوبر..
" ماذا! ظننت بأنك ستكونين سعيدة مثلي بعد رُأيتي"
قهقهت كوثر على تصرفات صديقتها فقد كانت تَزُمُّ شفتيها بإحباط وتضم يديها لصدرها مع نظرة عابسة جعلت منها تبدوا مضحكة..
لتمسك كوثر لورين من معصمها وتتجه بها نحو كافيتيريا الجامعة:
"إن لم أسعد برأيتك فبمن سأسعد !"
لتضحك المقصود بها وتسرع مع كوثر ناحية الكافتيريا فمعدتها تزقزق من شدة الجوع أيضا..
.
.
.
.ضجيج الناس يملأ المدينة، أطفال يمشون في مجموعات يرتدون الثياب الرسمية لمدرستهم في عودة لديارهم، مراهقون يركضون في المكان مستمتعين بحياتهم يتباهون بالزلَّاجات خاصتهم وأحذية التزلق بحركات متقنة بارعة تحت أشعة شمس برتقالية اللون تعلِنُ عن غروبها..
متجهتان سيرا على الأقدام ناحية السكن تتبادلان أطراف الحديث حول الدراسة..
" مهلا لولا! أيمكننا الدخول إلى هنا أحتاج إلى أحد الكتب "
تحدثت كوثر بعدما لمحت مكتبة كبيرة وفخمة المنظر لتشير لها بيد وتهز باليد الأخرى ذراع لورين تريد أن تذهب معها.
لتضحك لورين على تعابير وجهها التي بدت و كأنها لطفل صغير يطالب بحلواه فتوافق حيث علِمت سابقا بأن كوثر تعشق القراءة ولكنها تخاف من هوسها هذا فآخر مرة دخلتا فيها للمكتبة لم يخرجا منها إلا بعد ساعة كاملة وبيدها سوى كتاب واحد وفي الأخير لم ينل استحسانها..
أنت تقرأ
بصمتك على قَلْبِي|| Your Mark On My Heart
Romanceكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...