تجلس على الوسادة الكبيرة الدافئة بغرفة المعيشة والتي بجوار الباب الزجاجي المؤدي للحديقة الخلفية للمنزل تقرأ الكتاب الذي أحضرته منذ يومين والبسمة تشق شفتيها ، سعيدة لأنها وجدت مثل هذا الكتاب فقد تعرفت على العديد من الأمور التي لم تكن تفقهها أبدا في دينها..
تذكرت أدولف وكيف كان لقائهم وسط رفوف المكتبة ليرتخي شدها على الكتاب الذي يتوسط يديها شاردة تفكر في مدى احترامه المساحة التي بينهما فهي لطالما تركت مثلها مع طلاب صفها ولكنهم كانوا يقتربون منها إما سهوا منهم ونسيانا و إما بنوايا خبيثة لا تريد الغوص بها..
أحبت كيف كان يتحدث معها بهدوء وكأنه يعرفها منذ زمن وهذا ما راق لها أكثر ولكن ما إن كادت تنفي ما تقوله بذاتها حتى فزعت من مناداة لورين لها ليقع الكتاب من بين يديها..
" لقد كنت أنْدَه عليك منذ فترة، أين كنتِ؟.."
تحدثت لورين وهي جالسة القرفصاء أمام كوثر تضع يديها على فخذيها تشاهد تعابير كوثر الشاردة والتي قد أحبتها بالفعل فقد كانت دوما حينما تشرد تبدوا لها حزينة ومهمومة ولكن هذه المرة كانت مختلفة وجدا، كانت تبدوا سعيدة ومهتمة جدا بما هي مركزة عليه بذهنها..
ابتسمت كوثر للورين لتحمل كتابها نابسة بحروف لم يستشعرها عقلها وإنما قلبها الذي لا تفهم ما يمليه عليها ، تتذكر ظلمة عيون أدولف السوداء وكم أشعرتاها بالانتماء والدفئ..
" كنت غارقة في حضن الليل وظلمته الدافئة.."
استغربت لورين من حديث كوثر وقد ضحكت على ذلك فهي لم تتوقع أن تسمع شِعرا من كوثر أبدا حتى لو عَنَا ذلك موتها لتنبس وهي لا تزال تضحك..
" انهضي أيتها المجنونة، هيا انهضي.."
لتسحبها من يدها تقفان معا وتتجهان نحو المطبخ لتأكلا طعام الغداء فقد ارتكزت الشمس في منتصف السماء دلالة على موعد الظهيرة..
.
.
.
.شاب ذو بشرة سمراء ساحرة وعيون زرقاء حالكة مع جسد عضلي مغري، يمشي في مصنع مهجور يؤدي مهمته التي وُكِلَّت إليه من طرف سيده..
كان يرتدي قميصا صوفيا أسود اللون بالإضافة لسروال رمادي رياضي مع مسدس وسكينة يضعها بجيبه مع ذخائر من رصاص والآخر في يده يراقب بحدقيتيه الحادة أية حركة في هذا المكان القديم..
المبنى مهجور وبشكل رهيب ، يبدوا متداعيا للوهلة الأولى ، ولكن ما إن وقعت قدم ڨاسبر على أرضية البلاط المتواجدة بالقرب من المخزن البعيد عن البوابة الخارجية والذي يبدوا بأنه أكثر مكان متهالك شعر بالفراغ تحته وكأن هنالك شيئا بالأسفل ليقرفص واضعا يديه على الأرضية يتفحصها..
أنت تقرأ
بصمتك على قَلْبِي|| Your Mark On My Heart
Romanceكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...