" الساعة 00:00 منتصف الليل "
تبكي بحرقة مُغْرِقَة رأسها بحضن الوسادة حزينة على مشروعها الذي ضاع ولم تستطع أن تقنع الأستاذ بإعطائها مهلة يوم على الأقل..
تشعر بالخنقة والضيق والضياع، تشعر بأنها ستنفجر بأية لحظة ، تريد أن تصفع ذلك الأستاذ على شرّه الذي لم تسلم منه منذ مجيئها لألمانيا..
هو يمقتها بسبب ثوبها وطريقة حديثها ، فقد أخبرها في إحدى المرات أمام طلاب فصلها أن تغير طريقة لبسها ومبتغاه إحراجها لكنها رفضت بأدب وقالت بأنها 'حريتها الشخصية' كما يقولون عن طريقة لبسهم وتصرفاتهم..
أما هي ففي أعماقها تعلم بأنه فرض عليها وعلى غيرها من النساء ومحرّم عليها أن تنزعه لغير محرمها وخارج بيتها..
لتجهش بالبكاء بقوة وهي تتذكر ما حدث لها وكيف أهانها أمام أساتذتها في مكتب الأساتذة فمعظمهم يحبونها ولكن لا يزالون يشعرون بالخوف منها بسبب الشائعات التي لا أصل لها حول دينها وأنّها تُعَدُّ إرهابية ولم يخفى عليها ذلك ولكنها أرادت أن تصلح سوء الفهم الذي يدور بينهم ليأتيَ هذا الأستاذ الغبي ويحطم كل شيء ويحطمها أيضا..
ارتفعت عن سريرها تجلس على جانبه مقابلة للباب لتمسح دموع عينيها عن خدها بخشونة وقوة هاتفة بغصة:
" أقسم لك أيها العفريت لن تفلت من يدي ولا من يدي الله وسأدعوا أن تشعر بشعوري هذا وأكثر حتى ولن تجد لنفسك مهربا منه، وأنا عند وعدي والله لا يرد عبده ، صدقني ستندم.."
وقفت متجهة نحو خزانتها تخرج منها طقم صلاتها وسجادتها لتصلي و الدموع لا تفارق عينيها وكأنها تشاركها الصلاة والدعاء وتشتكي لله...
" يا رب اجعل من هذه المحنة تمر على خير فقلبي يؤلمني ، يا الله ارفع عني هذا الضر والحزن وأسكني من طمأنينتك ورحمتك.."
ترفع يديها وهي تدعوا الله أن يخلصها من الشعور المَقيتِ الذي يأكل قلبها فهي لا تستطيع تحمله..
لتنسدح على السجادة كليلة أمس تنظر للنافذة التي يشع منها ضوء القمر الخافت والستائر البيضاء الشفافة ترتفع بانسيابية بفعل نسيم الهواء
لتغط بعدها في نوم عميق..
.
.
.وقف من على الأرض الباردة متجها نحو الملف يريد قرائته ، شعور يخبره بأنه إن فتح ذلك الملف ستتغير حياته وحتى ستنقلب وهذا ما يريده ، يريد أن تتغير حياته ويكسر هذا الروتين الذي سيقتله يوما..
ليجلس على سريره بعدما أخرج الملف من درج الطاولة الصغيرة التي تقبع فوقها الإنارة الصغيرة المنطفئة وضوء القمر يضيء بالغرفة يزيد لمسته في المكان..
أنت تقرأ
بصمتك على قَلْبِي|| Your Mark On My Heart
Romanceكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...