هواء عليل يمر بانسيابية على ستائر الغرفة البيضاء، و القمر يضيء بخفوت على أرضية الغرفة التي تفوح منها رائحة الأدوية والمعقمات..
وتلك البشرة الشاحبة إثر البرد الذي لم تعتد عليه بعد لتفتح النائمة على السرير الطبي عينيها التي يبدوا عليهما الظلام و الفراغ لتلمعا بعدما استفاقت جيدا و تنفست رائحة المعقمات وعلمت بأنها بالمستشفى ، والأهم من ذلك لقد حَلَّ الليل وللآن لا تعلم من أحضرها وكيف أتت ؟
الكثير من الأسئلة تغزو عقلها لتتلمس أذنيها حين شعرت بالألم وقد وجدت بأنهما مضمدتان وهذا يعني بأنهما قد خضعتا للعلاج..
" مهلا لحظة.. أين حجابي ؟"
همست برعب ففكرة أن يدخل عليها رجل وهي بهذه الحال أمر جعلها تريد رمي نفسها من النافذة التي أمامها ولا تفكر في ذلك حتى..
كانت لتنهض من السرير لكن اخترق مسامعها صوت أحدهم يفتح الباب وقد دَبَّ الرعب في هواجسها ، لتسرع في لَفِ لِحَافِ السرير على رأسها وتغطية نفسها..
" أوه يبدوا بأنك قد استيقظت.."
نبست تاليا بعدما فتحت باب الغرفة ولمحت طيفا أبيض اللون ومن ثم ظهرت لها ملامح وجه المريضة، ولو كانت تخاف من الأشباح لصرخت منذ لحظات ولكن لحسن الحظ لم يحدث ذلك..
ارتخت تعابير كوثر التي كانت تعبر عن كل شيء من خوف ورعب لتهدء حين رأت هوية صاحب الصوت الذي أخافها..
ولم يكن سوى فتاة تبدوا في نفس سنها ذات شعر أسود طويل وعيون خضراء داكنة...
تقدمت تاليا ناحية كوثر لتجلس على حافة السرير والأخرى عدلت من جلستها تسمح لتاليا بالتقدم والجلوس براحة، فترخي قبضتها التي كانت مشتدة على الغطاء لينسدل على كتفيها ويكشف كُلًا من شعرها ونحْرها وغير ذلك..
" لقد كنتِ بحالة حرجة يصعب عليَّ أن أتخطاها وأمضِ قدما دون تقديم المساعدة "
نبست تاليا برزانة وسط هدوء الغرفة لترى معالم الأخرى على حالها لم تتغير وكأنها تنتظر منها أن تكمل حديثها..
" لذلك أحضرتك أنا و سَلَام إلى المستشفى ، وقد قالت الطبيبة بأنه عليك تجنب البرد هذه الفترة بسبب أذنيك.."
تحدث وهي تُوَجِّهُ نظرها لأذني كوثر بعد أن لفت انتباهها ضمادات ملفوفة على رأسها تغطي أذنيها بالكامل وهي ترجوا أن تكون قد سمعتها..
لتخفض كوثر رأسها لمرأى حضنها ،تهمس بكلمات شكر :
" جزاكِ الله خيرا ، لا أعلم كيف حدث هذا يبدوا بأنني لم أعتد على برودة الجو هنا بعد "
أنت تقرأ
بصمتك على قَلْبِي|| Your Mark On My Heart
Romanceكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...