صوت المطر الغزير وهو يرتطم بسقف المنزل كان مزعجا للنائمين وصراخ البرق والرعد الذي لم يرضى التوقف عن البكاء والنحيب كان كفيلا لإخافة الأطفال الصغار، غيوم سوداء اكتسحت السماء جاعلة من القمر باهتا مختفيا حزينا هو والنجوم فالليلة قد احتل مكانهم موجة من الرياح والغيوم والأمطار الحزينة..
كانت تركض بسرعة كبيرة من شدة الخوف، حجاب أزرق اللون وإسدال أبيض جميل كان مليئا بقطرات المطر والدم ، تصرخ بشدة تناجي ربها وسط شوارع برلين الفارغة والمظلمة ليلا ، استمرت بالركض لدرجة أن قدميها الحافيتين أدمتا وصارتا بركة من الدماء وفستانها الأزرق أصبح ملطخا بالوحل والتراب..
كان هنالك مجموعة من الرجال يرتدون الأسود يطاردونها رغبة في سفك دمائها وإراقتها أرضا، ملامحم بدت شيطانية أكثر من بشرية لشدة خوفها منهم وهي ترى جنونهم ومدى رغبتهم في القتل..
رأت ضوءا بعيدا عنها جعلها لا اراديا تركض باتجاهه وكأنه ينتظر وصولها لينقذها من هذا الشر الذي خيّم عليها ينادي باسمها لتعرف بأنها المقصودة فتسرع إليه طالبة نجدته..
ولكن الأوان قد فات..
شعرت بطعنة بظهرها وبقوة من امرأة بدت ذات شعر أسود وعيون براقة مرعبة ، لم تكتفي تلك المرأة بغرز السكين بظهرها وحسب بل وأصبحت تحركه بداخلها، لتطلق الأخرى العنان لصراخها ونحيبها المرير تشعر بأن أحبالها ستتقطع..
لتجثو على ركبتيها بقوة تتحامل على ألمها تطلب المساعدة من أية أحد ولكن بلا جدوى..
إختفى ذلك النور الذي ظنته منقذا لها وظلت تلك المرأة تعذبها بسكينها حتى تشوه ظهرها بالكامل..
لتمسك تلك المرأة بوجهها وهي لا تزال تضغط على ظهرها واقفة هناك تضع فكها بالقرب من أذن المرمية أرضا تهمس لها كفحيح الأفعى..
" سترين الويل إن إقتربت أكثر، لن تري صباحا مشرقا ولا ليلا مؤنسا، ستبقى عقدتكِ لعنة عليكِ. ولن تجدي حلا لمشاكلك.."
صرخت كوثر بقوة تنفي كلامها تثبت لها بأن الغيب لا يعلمه إلا الله وأن كل شيء بيد الله..
" لن تهزمني وساوسك أيها الشيطان ابتعد عني لعنة الله عليك ، لن يفلح كيدك في منعي من الحياة والاستمرار في العيش.."
" قلت لكِ لا تقتربي منهم.."
نبست تضغط على فك كوثر بقوة وتزيد من غرز السكين بظهرها لتصرخ بقوة قائلة..
" لن أبتعد أبدا سأبقى هنا سأحارب كيدك ومكرك سأمحي وجودك من بين أصدقائي يا عدو الله.."
أنت تقرأ
بصمتك على قَلْبِي|| Your Mark On My Heart
Romanceكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...