" الساعة 12:30 صباحا "
ترتدي حجابها الأسود مع إسدال يعاكسه اللون فالأبيض والأسود ملوك الألوان ومعا يشكلان ثنائيا لهما قصة استثنائية ، وبالإضافة إلى قفازاتها السوداء أيضا ، لتتخلى عن مستحضرات التجميل والعطور لغيرها فما تريده هو رضا الله وجمال ذاتها لا جسدها..
نزلت لأسفل تحمل حقيبتها السوداء المعتادة تضع بها كتاب الله و قارورة ماء وهاتفها وبعض المال المتواجد بالمحفظة لتحمل معطفها الأبيض ومظلتها المشابهة للون الفجر ذاهبة نحو الجامع القريب من السكن..
تغلق الباب خلفها بعدما أن حملت أغراضها ولورين ليست هنا فقد تم دعوتها من قبل أحد صديقاتها لحفلة بنات أو شيء كهذا..
وظلت هي تسير الآن تحت المطر تسحب قدميها لبيت من بيوت الله تصلي مع الناس وتتعرف على إخوانها من نفس الفِطرة..
تلك الفكرة تجعل روحها تنتعش وتزهر ورودا لها أشكال وأنواع من العواطف..
سابقا لم تستطع الذهاب وذلك حفاظا على سلامتها و محاولتها في الإعتياد على برلين ولكن الآن قد اشتاقت لصوت الآذان الذي كانت تسمعه من نافذة غرفتها منذ نعومة أظافرها فالمسجد لا يبعد عن باب منزلها سوى بضع خطوات..
راحت تمشي لفترة من الوقت لتجد مرادها أخيرا فتبتسم وتتنفس الصعداء لمنظر الناس وهم يتدافعون نحو المسجد للإقبال على صلاة الجماعة..
لم تعرف إلى أي وجهة عليها أن تذهب فمصلى النساء ليس في مرمى أعينها ، لتحاول الإقتراب من أحدهم لسؤاله علّه يساعدها..
إقتربت من شاب يرتدي نفس لون مظلتها فقد كان الوحيد الذي يمشي أمامها متفردا عن غيره الذين يمشون جماعات..
حاولت الإسراع ناحيته لأنها إن ترددت للحظة فستظل واقفة في مكانها ولن تعثر على المصلى فهي تستحي كثيرا و خصوصا إن كان ذلك مع الغرباء..
" السلام عليكم"
نطقت كلماتها وهي تقف خلف الشاب غاضة لبصرها بينهما مسافة لا بأس بها ، تحاول التقاط أنفاسها التي تسلب منها بسبب التوتر..
" و عليكم السلام ورحمة الله أختي ، أهنالك شي؟! "
نبس الشاب والتفت تاركا مسافة أكثر من التي كانت قبلها فقد إبتعدت عنه لإحترام الخصوصية ، وقد أخفض رأسه هو الآخر يستمع للتي نادته هو عن غيره..
" أعذرني فأنا لم أجد مصلى النساء وإن كنت لا تمانع أيمكنك إخباري عن مكانه "
أنت تقرأ
بصمتك على قَلْبِي|| Your Mark On My Heart
Romanceكوثر آل فرح بنت جزائرية تسافر لألمانيا من أجل منحتها الجامعية فتلتقي بشاب تساعده على الدخول للإسلام من دون أن تعلم بأنه من زعماء المافيا.. أما هو بالنسبة له هي دعوة كان يتلوها كل ليلة على شرفة غرفته يرجوا إن كان هنالك رب في هذه الدنيا ليبعث له إشارة...