الفصل الخامس "✓"

181 13 16
                                    

."الفصل الخامس ".
❈-❈-❈

جلست في مُنتصف السرير في غُرفة والداتها، تمسك بين يديها الكثير من مشابك الشعر الصغيرة، مُختلفة الألوان، وأمامها شقيقتها" أروي"ذات الثمان سنوات، تجلسُ القُرفصاء وتُوالي ظهرها لها، أختارت أخيرًا مشبك أحمر اللون يتماشيَ مع فستان "أروي" الأحمر المزركش بالأبيض، أمسكت الفُرشاه، تُصفف لها شعرها، من ثم عكصتُه بعناية وقد وضعت المشبك بهِ ، وأخيرًا وضعت اللمسة الأخيرة......

والداتها تقف أمام المرآه تعدلُ من حجابها، وترتبُ ملابسها أستعدادًا للخروج، الغرفة من حولهم في فوضي عارمة، الملابس مُلقاه في كل أتجاه والأحذية، والجوارب، عادةً هكذا يكون حال منزلهم عندما يستعدون جميعًا للذهاب لمناسبة ما، وبما أنّ الليلة هي ليلة حفل زفاف" نورهان"شقيقة "نانسي" الكُبري، فالعائلة كلها تستعد للسفر اليوم إلي مدينة الأسكندرية لحضور الحفل........

عداها هي، لن تذهب، رفضت الذهاب لأسباب عدة، أولهم أنها ومُنذ ذالك اليوم، يوم حفلة مولدها تقصد، والذي قد مر عليه تقريباً أسبوعًا أو أكثر وهي مُنعزلة فالشقة هنا، لا تُشارك في تجمعاتهم،كثيرًا ما ألحت عليها والداتها بأن تنزل ولو قليلاً، حتي يوم الجمعة، لكنها رفضت مُتعللة بأنها مشغولة بقراءة كُتبها وهي تفضل ذالك، وبما أن والداتها تعلم أنها بالأساس لا تُحب تلك التجمعات، فرضخت بالنهاية لرأيها وتركتها علي راحتها........

كانت رغبتها الأولي من ذالك، أن تتجنب رؤية"مُراد"، لا تريد التعامل معه أو رؤيتهِ حتي صدفة، أنها الآن في فترة تود فيها أن ترجع لرُشدها وتتراجع عن حبه، ذالك صعبًا تعلم لكن لا بأس من المحاولة الصادقة، أن أتينا للحق ليست محاولة صادقة كُليًا، فبداخلها جزءًا يريد ذالك، والجزء الثاني يرفض وبشدة.......

لكنها أخذت عهدًا علي نفسها أنّ تحاول، وتحاول، وأن فشلت فهذا ليس بيديها، يكفي حتي شرف المحاولة، لذا هي أذَا ذهبت معهم لحفل الزفاف ذالكَ من المؤكد أنها سترآه، وستتعامل معهُ، وهي لا تود الأنتكاسة بعد أسبوع مثابرة ومقاومة.....

والسبب الثاني، أنها أصلاً تكره المناسبات، سعيدة كانت، أمّ حزينة، تكره الضوضاء والإزدحام والضوضاء،نعم أنها ليست هادئة كما قال الكتاب، لكنها فعليًا لا تُحب الصخب الذي يزيد عن حده، ونضيف سببًا ثالثًا من تخميننا نحن، أنها لا تود حضور هذا الحفل علي وجه التحديد، لأن العروس شقيقة"نانسي "، وهي تكره أي شئ يأتي من طرفها، لدرجة أنها الآن تشعر بالكره تجاه شقيقتها المسكينة التي ليس لها أي ذنب سوى أنها شقيقة تلك الحرباء.........

أنتهت والداتها من تفقد مظهرها، وها هي أصبحت مستعدة، الساعة الآن الخامسة عصرًا، سيذهبون باكرًا لأن طريقهم طويل من هنا لمدينة الأسكندرية، تسطحت هي علي سرير والداتها تجلس بأسترخاء بعد أن أنهت تصفيف شعر شقيقتها، كانت ترتدي بيچامة قطنية، بنطال طويل، وسترة بأكمام قصيرة، وقد جمعت شعرها بطريقة عشوائية مُبعثرة......

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن