الفصل العاشر"✓"

198 14 5
                                    

."الفصل العاشر".
❈-❈-❈

خرجت من المرحاض بعد أن ارتدت ملابسها الخفيفة، المكونة من بيچامة زرقاء من قُماش القُطن، وقفت أمام المرأة تُصفف شعرها، ولكن ما أن لمست الفُرشة فروة رأسها، شعرت بألم فظيع لم تشعر بهِ أسفل المياه، علي ما يبدو أن والداتها كانت تنوي خلع خصلاتها، لم تقدر علي تكملة تمشيط شعرها، فتركته هكذا، وأتجهت إلي دولابها، فتحتهُ بهدوء، من ثم أخذت تُطالع ملابسها، ملابسها القديمة، حيث كانت كلما جائت إلي بيت أبيها للمبيت يومين طوال الثلاث سنوات زواج الماضيين، كانت تترك ملابس لها لكي ترتديهم كلما أتت......

وبما أنها رفضت أن تأخذ أي ملابس لها من دولابها في شقة الزوجية، لا تريد شيئًا يذكرها به حتي ولو كانت ملابسها هي، لذا هي الآن سترتدي تلك الملابس، لحين أن تشتري أخري جديدة......

التقطت أسدال صلاة كان لوالدتها لا تعلم ما الذي أتي بهِ إلي دولابها، لكن لا يهم، أرتدته سريعًا، وهمت بفرش سجادة الصلاة، وبدأت في تأدية صلاة الفجر، طالت صلاتها لنصف ساعة، كانت كُلما سجدت تنهار باكية ضعيفة وكأنها ليست هي من كانت تقرر منذ دقائق أنها ستكون قوية، لكن الضعف أمام الله لا يُحتسب ضعفًا، ظلت تدعي بقلبٍ مُترجي مُرتجف...... بَكت كمَا لم تفعَل من قبل، طَمست حَواسها الأربَع ، وتَركت عينيها تخرج كلّ شَوائبها، القَديمَة مِنها وَالحديثَة لم تكن تبكِ ، بل أَمطَرت.

أنتهت من صلاتها بعد دقائق، تربعت بمكانها، وقد شعرت براحة كبيرة تجتاحها بعد الأنتهاء، تشعر أن الله قد ربتَ علي قلبها وألهمها الطمئنينة، ‏ثم رفعت يدها في جوف الليل مقهورة تدعو على من ظلمها وحطم قلبها قائلة :

_لا سامحك الله هلكت قلبي، لا سامحك ولا عفا عنك ولا تقبل منك توبة، واخذك منك صحتك وسعادتك، وأذاقك الله الشعور بذات الشدة وذات الطريقة، وأطال عمرك لترى مصائب الأرض حلت على جسدك ولا دمت سالمًا....

نهضت من مكانها، بعد أن طوت سجادة الصلاة، وأتجهت إلي سريرها، سريرها الصغير، الذي طالما أحتواها سابقًا، أرتمت بتعب ‏أُغمضت عينيها في محاولةٍ للنوم، لكنّ ثقلاً يضغط على صدرها، يجعلها منتبه مشدودة مثل وتر، تنهدت تنهيدة طويلة، وأغلقت عينيها مرة أخري ظنًا منها أنها هكذا ستنتهي الحرب........

❈-❈-❈

بعد ليلٍ طويل وكئيب، أخيرًا حل الصباح، وتوهجت الشمس في السماء لتُضئ عتمة الكون مرة أخري بعد أختفائها لساعات، أمتلئت الغُرفة بالنور الطبيعي من خلال نافذة الغُرفة، والتي لم يكن عليها ستارة، فقد أزالتها ليلة أمس، تغلغل الضوء إلي عينيها ليُداعب عينيها المُغلقة، تقلبت بمكانها بتأفأف لا تود النهوض، لكن الضوء من حولها يُزعجها، أغمضت عينيها بقوة، قائلة بتأفأف:

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن