الفصل الخامس عشر"✓"

150 9 4
                                    

. "الفصل الخامس عشر".
❈-❈-❈

توقفت السيارة أسفل البناية التي يقطن بها "مازن"، كانت المنطقة هادئة، المكان يظهر عليه الرُقي وأرتفاع مكانة سُكانه، هبطت الفتايات من الخلف، بينما بالأمام خرج" طارق" مُغلقًا الباب خلفهِ، ثم توجه الناحية الأخري مكان تواجد "مازن"، وساعدهُ في السير، بينما توقف الأخر مُنحنيًا بجزعهِ يُخرج مفاتيح شقتهُ من جيب سروالهُ الچينز، ثم ناولهُ لـ" سلمي "قائلاً:

_" أسبقي أنتِ أفتحي الباب....".

أخذت منه ميدالية المفاتيح، وأسرعت في مشيتها قليلاً، وصعدت هي أولاً، وما أنّ وصلوا إلي شقتهِ بالطابق الثالث، وجدوها في أنتظارهم وقد فتحت لهم باب الشقة بالفعل، وأضائت الأنوار.... كانت الشقة ذات أثاث عريق ومهندم كل شئ مُختار بعنايّة تدلُ علي زوق من أختارها العالي والرفيع، لكن بالطبع شقة شاب أعزب كيف ستكون ناهيكُم عن الأثاث وجماله.... بالطبع تعمُ بالفوضة في كل رُكن، ملابس مُلقاه في كل ناحية وعلي الأرآكِ، جوارب، أحذية، الصالة أنقلبت خزانة ملابس فوضوية، بواقي طعام جاهز، أطباق كثيرة، أكواب حقًا تعمُ بالفوضة كيف له أنّ يعيش بمثل هذه الفوضة........

دخلوا بحذر، بينما توجه"طارق"يسحب الأخر يجعله يجلس علي أقرب مقعد، وقد أتت "سلمي" لهم بعُلبة الأسعافات الأولية، تُضمد جروح وجههُ وأنفه، وقبل أن تنتهي أبعدها هو عنه متذمرًا بملل، ثم أخرج سيجارة من جيب سروالهِ وشرعَ في شُربها.......

كل هذا وكانت "رانيا" و "إسراء" يقفون علي جنبٍ، بينما "طارق" يتابع تصرفات أبن خالتُه بعبوس وضيق من طيش أفعالهِ الصبيانية المتهورة، شعرت"رانيا"بأن الشقة كُلها تُطبق فوق رئتيها، بفعل دُخان السجائر، والتي تتحسس منها، وتجد صعوبة في التنفس بأنتظام في حضرة أي أتربة أو دخان سجائر.....

سعلت بأختناق، مُعتذرة منهم وقد بدأت في الأختناق حرفيًا بسبب الدخان الكثير، فـ "مازن" كان يُطفئ سيجارة ويُشعل الأخري ورآها مباشرةً ينف هكذا عن غضبهِ، هتفت تسأل عن مكان  الشُرفة:

_"فين البلكونة هنا يا سلمي، خلاص ريحة الدُخان هتُخنقني مش قادره أتنفس".

أشارت لها بصمتٍ علي مكان الشُرفة، فتركتهم وتوجهت تفتحها وتدخل بها سريعًا بعد أن قالت لصديقتها أن تنادي عليها عندما يغادرون، أخيرًا أستنشقت هواء نقي، عادت أنفاسها للأنتظام مرة ثانية، تابعت بعينيها تشاهد البنايات المرتفعة من حولها، منطقة راقية كل شئ بها هادئ حتى الشوارع........

تشعر بالأختناق لتواجدها هنا، تود أن تغادر فورًا، يكفي هكذا اليوم، طلت برأسها إلي الأسفل وقد كانوا بالدور السابع او الثامن تقريباً لم تكن تعرف، لانهم صعدوا بالمصعد في ثواني، المسافة بين هنا والأرض طويلة جدًا، شعرت بأرتعاش أطرافها وقد دبّ الرعب أوصالها، من صُغرها وهي تخشي الأماكن المرتفعة، لا تعلم لمَا أصّرت علي مد جزعها العلوي للأمام أكثر تتفقد المسافة متخيلة نفسها تقع وملقاه بالأسفل غارقة بدمائها، حاولت ان تصمد طويلاً في وضعيتها تلك لتتغلب علي تلك الرهبة...... أهي جُنت أهذا وقت علاج فوبيتها بحق السماء؟؟

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن