الفصل السادس"✓"

161 16 8
                                    

."الفصل السادس ".
-❈-❈

جلست بجانب والدة زوجها في آخر القاعة حيث تقل الضوضاء، ركنت حقيبتها، تنظرُ للهاتف كل دقيقة تقريبًا وعلي وجهها رُسمت ملامح التوتر والقلق، أستغربت "حنان" حالتها، لذا سألتها مُستفسرة:

_"مالك يا سهام، مُش علي بعضك ليه؟ ".

زفرت قائلة:

_" قلقانة علي رضوي أوي يا ماما، تلفونها مقفول برن عليها من بدري! ".

طمئنتها تُجيبها:

_" تلاقيها نايمة ولا حاجه؟ "

_"وأنتِ تايهة عن رضوي برضو ما أنتِ عارفة مُش بتنام بدري، انا اللي قلقني أن تلفونها فالأول بيدي جرس وبعدين اتقفل خالص".

_"طيب أهدي أهدي مفيش حاجة، تلاقي تلفونها فصل ولا حاجه ".

أرتخت علي المقعد ترجع بظهرها للوراء تنظر أمامها بشرود قائلة:

_" قلبي بيأكلني عليها مُش عارفة من الصبح وأنا حساه مقبوض عليها أوي وخايفة ".

❈-❈-❈

الغرفة ساكنة تمامًا لا صوت ولا حركة تدل علي أنه يُوجد بها شيئًا حيًا يتنفس، بعد معركة دامية وتمزيق روح وتدنيس برأتها والإنتقام بأبشع الطُرق، دام لساعات، الآن أختفي كل شئ أختفت الحركة، أختفت الأصوات حتى الآنات الضعيفة المُتألمة أيضًا أختفت لم تعد تصدر بعد، أيمكن لأن صاحبتها قد أستسلمت لغمامة أبتلعتها ترحمها من الوعي و الأستيقاظ، ورؤية رُوحها وهي تُسلب بينما هي مازالت حياة، كي لا تري نفسها وهي تُنتهك بأبشع الطُرق، كي لا تري نفسها وهي يتم سحب أخر ذرة برائة ونقاء منها عنوة......

وأنتهي بها الآمر مُلقاه في مُنتصف الغُرفة لا حول لها ولا قوة، جُثة هامدة لا تتحرك مُنذ ساعات حتى الآن الساعة قاربت علي الواحدة والنصف بعد مُنتصف الليل أي أنّ مر علي رقدتها تلك أكثر من ثلاث ساعات متواصلة فقط هكذا دون حَراك، دون حتى أن تحرك جفنيها أو حتي ترمش، ألهذهِ الدرجة تم أنتهاكها بوحشية ضارية دون رحمة أو شفقة، الدماء تسيل بجانب رأسها علي علي الأرضية ليست دماء كثيفة بل عدة قطرات، تأتي من رأسها المُصاب من الخلف، شعرها الذهبي، قد تلطخَ بالأحمر القاني بفعل الدماء كما تلطخت حياتها....

وهناك دماء جافة علي طرف شفتيها، و من فتحة أنفها، كانت شاحبة، شاحبة جدًا وكأنها تُحاكي الموتي...... دقائق، دقائق أضافية فقط وكسرَ صوت آنينها السكون من حولها، آنات خفيفة مُنخفضة تخرج من شفتيها التي حركتهم بصعوبة، وها هي ترفع أناملها الطويلة نحو رأسها أينَ ما يكمن الألم.......

ثواني آخري حتى عاد لجسدها الشعور بحواسها، بعد أنّ كانت لا تشعر بهم منذ دقائق فقط، جسد مُخدر تمامًا أنتظرت بمكانها لدقيقة أخري حتى شعرت بكامل جسدها وبأطرافها، وأيضًا ببرودة شديدة تتسل إلي عظامها بالرغم من أنهم فالصيف والطقس حار جدًا.....

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن