الفصل الأول "✓"

412 20 9
                                    

."الفصل الأول ".
❈-❈-❈

غُرفة واسعة يغلبُ عليها الطابع الأنثوي الرقيق، بألوانها المُختلطة بين الأبيض والوردي، تعكسُ رقة صاحبتها، بأثاثها الرقيق باللون الأبيض، تَسللت أشاعة الشمس الذهبية تُداعب عيناي تلك النائمة بإرياحية علي فراشها الوثير، أغمضت عينيها بتذمرٍ وضيق ترفعُ كفها تضعهُ سريعًا علي عينيها تحميهم من أشاعة الشمس التي تُزعجها في نومها، تقلبت فالفراش الواسع والذي يتسعُ لثلاثة بجانبها لصُغر حجمها الذي لا يتانسب بتاتًا مع حجم الفراش..........

أصّر الضوء علي الوصول لعينيها ليُزعجها أكثر، تململت بتكاسل، أخيرًا تفتحُ عينيها، وما أن أصتدم الضوء المُنبعث من شُرفتها التي نسيت أغلاقها ليلة أمس بعد أنتهائها من قرأءة روايتها والتي سهرت لنصف الليل مُندمجة بالقرأءة بإستمتاع وسعادة ، أغلقت عينيها سريعًا بتأفأف، من ثم فتحتهم مرة أخري لتَظهر عينيها الخضراء الواسعة، لم تنم سوى بضع ساعات قليلة، لم تكتفي بعد.....

ظلت علي جلستها، تنظر إلي السقف من فوقها، والي تلك النچفة الكرستالية في مُنتصف السقف، والتي أصّرت والداتها علي وضعها بغُرفتها رغم كُرهها الشديد لتلك الأشياء...... جلست نصف جلسة، تُلملم سلسال الذهب الكامن في خُصلاتها الطويلة التي تعدت ما بعد خصرها، لملمتُه بطريقة عشوائية، تستعد إلي بداية يوم جديد........

وتلقائيًا أرتسمت إبتسامة واسعة علي ثُغرها ما أن جال بخاطرها لمحة من نهاية روايتها التي عكفت عليها ليلتين حتى أنهاتها ليلة أمس، تتذكر كيف أعترف البطلة للبطلة بعشقهِ لها بعد مثابرة وعناد طويل، سعادتها كانت حقيقة، وكأنها هي من تم الاعتراف لها بالحُب وليست البطلة!، وبدون وعي وجدتهُ يقفز إلي مُخيلتها رُغمًا عنها كما المُعتاد، وتجسدت صورتهُ أمامها بهيئتهِ الخاطفة لقلبها ولعقلها.....

وللحظة تخيلتهُ هو مكان البطل، ويعترف لها بحبهِ لكن مع اختلاف بسيط بينه وبين البطل، فَـ بطل الرواية بطلاً علي ورق خياليًا، بينما "مُراد" بطلها الذي ليس لهُ مثيل بين أبناء جنسهُ، دق قلبها بعُنف فقط لمجرد التخيل، أذًا ماذا سيحدث لها أن حدث ذالك حقيقًا، حتمًا ستدخل في غيبوبة مُؤقتة، أو صدمة تُفقدها النُطق لا محالة......

قطع حبل أفكارها الوردية، دخول والداتها المُفاجئ كعادتها لا تعرفَ شيئًا أسمهُ الباب، تقريباً هذا المنزل كُله لا يعلم شيئًا أسمهُ الباب، مُنذ أن جائت للعيش هُنا مُنذ سنة مضت ولم تسمع أن أحدهم طرق الباب قبل الدخول، منزل فوضاوي لكن تُحبه.......

اتسعت عيناي"سهام"بدهشة، لا تُصدق حتمًا أنّ إبنتها أستيقظت للتو بمُفردها دون الحاجة إلي أن يستمع الحي بأكمله لصوتها وهي تُوقظها عُنوة كل يوم، فتقدمت منها قائلة برفعة حاجب:

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن