الفصل التاسع"✓"

155 13 10
                                    

."الفصل التاسع ".
❈-❈-❈

أبتسمَ بتعجبٍ، يبحث عنها بعينيهِ قبل أن يراها تخرج من المطبخ بالمريول الأسود وبرأسها ربطة رأس حمراء بها زهرة صغيرة علي الجانب، كانت تحمل صنية بين يديها، ولم تلاحظ وجوده إلا بعد ثواني، حيثُ شهقت بخضة لثواني، ثم أبتسمت بلطافة تتقدم من موقعهِ......

رائحة الطعام الشهية تسللت إلي أنفهُ تداعبهُ، تلعب علي أوتار معدتهِ الفارغة من الصباح عدا من كوب قهوتهِ الذي تناوله بالشركة.....

_" اتأخرت ليه؟ ميعاد الفطار عدي، داخلين علي غدا أهو".

_"أنتِ إللي عملتي الأكل ده؟؟ ".

وضعت الصنية أولاً علي الطاولة الصغيرة أمام المطبخ المفتوح علي الظراز الأمريكي، ثم قالت:

_" معروفة يعني مفيش كلام علي الأكل، أدخل أغسل أيدك وبسرعة علشان المكرونة مش هتبقي حلوة لو بردت ".

أبتسم رُغمًا عنه، مضيقًا عينيهِ الرمادية،اومأ لها دون تعقيب، دقيقتين وكان قد غير ثيابهِ بسرعة، وغسل يديهِ، وها هو يسحب الكُرسي أمامها وجلسَ، ينظر إلي الطعام، مدت يديها له بالطبق، وكانت قد نزعت المريو......

دني برأسهِ للأمام دون حديث، يبدأ بتناول الطعام بهدوء، رفضَ عرض" نانسي"لتناول الغداء سويًا بدون أدني أهتمام، والآن يأكل بنهم وراحة طعام أعدتهُ هي، رفعَ رأسه يمنحها أبتسامة ودودة، بينما هي كانت تنظرُ لهُ بطفولة، نظرة حماسية ممزوجة ببعضِ القلق تنتظر تعليقهُ علي ما صنعت، فهمَ هو نظراتها، فتركَ الشوكة جانبًا، ثم ربعَ يديهِ علي الطاولة، وقد ظهر فجأة علي ملامحه أنه لم يعجبه، قضبَ جبينهُ بأمتعاض:

_"مين إللي عمل المكرونة دي؟! ".

في ثانية تحولت ملامحها للهلع فجأة، تسألة بقلق:

_" أي وحشة صح؟ ".

قلب‌ عينيهِ، وقسمات وجههُ لازالت مُمتعضة، ثم هتفَ:

_" بصراحه يعني.... بس متزعليش".

_"وحشة أنا عارفة، كان لازم أطفي النار عليها بدري بس أنا أتلخمت فالتلفون كنت بكلم ماما... وانـ".

قاطعهَا ضاحكًا علي مظهره وكأنه مقبلة علي الأنفجار في البكاء، عقدت حاجبيها بيعدم فهمٍ علي ماذا يضحك؟، لم يتركها تفكر كثيرًا، فهتف قائلاً وقد أمال يُكمل أكلهِ:

_"حلوة جدًا جدًا، تسلم أيدك".

تهللت أساريرها، وقد لمعت عينيها، تسأله بحماس:

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن