الفصل السابع عشر"✓".

131 6 0
                                    

. "الفصل السابع عشر".
❈-❈-❈

"تامر" الأبن الأكبر والمُدلل عند والداتها، لهُ حرية الأختيار التام فأختيار أي شيء بحياتهِ حتى أختيار أنواع طعامه، أنما هي لا..... كل شئ يقال لها لا، لا، لا، تُقسمُ أنها أن لم يكن والداها بحياتها يعوضها عن والداتها التي تُهمشها تمامًا لـ كانت الآن امرأة أخري تمامًا، امرأة تُقطر القسوة من كل خلية بها........

الحاجز الذي نمي بينها وبين والداتها، الآن وصلَ عنان السماء، بُكائها مازال مُستمر، كُلمّا تتذكر أن ما حدث، قد حدثَ علي مرئ ومسمع "طارق" تزداد حدة بُكائها، لم تقل"مازن"أو "سلمي" فقط هو من فكرت بمنظرها أمامه، كيف سيراها بعد الأن، أنها تمت أهانتها أمامهُ ومِنْ مَنْ، والداتها وأيضًا والداتها ألقت كلمات سامة موجهَ لهُ قبل رحيلهم وبلتأكيد قد تضايق.......رُغمًا عنها وهي بحالتها تلك فرقَ معها شكلها أمامه، هو دونًا عنهم جميعًا لا تعلم لِمَا......

شعرت بأقتراب خطوات إلي باب غُرفتها المُحكم الأغلاق، والتي قد أوصدتهُ فور أن جائت حتى لا تتحدث إلي أحد، طرق خفيف علي الباب، تبعه صوت والدها الحزين يهتف بحُزن:

_"رانيا يا بنتي؟ ".

نهضت من مضجعها، تجففُ دموعها وقد أضائت الأنوار، أقتربت من الباب تقول بضعف وقد خرجت نبرتها مُتحشرجة مُختنقة:

_" علشان خاطري، علشان خاطري يابابا سيبني لوحدي دلوقتي، أبوس أيديكم كفايّة كده وسبوني لوحدي".

إنهارت تجثو علي ركبتيها بضعف ووهن، وقد خارت جميع قواها، سمعت أصوات أبتعاد والدها عن محيط الغرفة، تعرف أنه قلقُ ويكاد يموت خوفًا عليها، لكنها لا تريدهُ أنّ يرآها بهذهِ الحالة هذا سيُتعبهُ، يكفي ما نشب بينه وبين والداتها من شجار للتو أنتهي بالصمت فجأة ولا تعلم ماذا حدث بعدها، فقط سمعت أصواتهم، ووالداها يوبخ والداتها وقد وصلَ غصبه إلي آخره لأول مرة ترآه هكذا..... فبعد أن عادو دخلت هي إلي الغرفة مباشرةً، وعلي ما يبدو أن والداها كان ينتظرهم وأيضًا علي دارية بما فعلته زوجتهُ لقد تهادى إلي مسامعها أن "إسراء" أتصلت بهِ تُخبرهُ خوفًا من أن تكون زوجته تنوي فعل شئ بها............

لا تعلم كم من الوقت بقيّت بمكانها بعد أن أختفت شهقاتها، فقط دموع تأخذ مجراها علي طولِ خديها بصمتٍ، لكنها تشعر  وكأنما حرارة العالم أصبحت عالقة في عينيها تحرقهم كُلمَا هطلت دمعة...... صاحبَ هذا شعورها بثقلِ قلبها عليها، ثقيل جدًا مُمتلئ بأشياء لا تُحبها، مُملتئ حد الأنفجار و...... وشعرت بالحزن والخوف

نهضت بثقلُ ووهن، تجرُ أقدامها ببطء، تود الوصول لسريرها، وبينما هي في طريقها، تقابلت عينيها مع أنعكاس صورة بالمرآه...أنعكاس امرأة باهتة شاحبة بعيون متورمة حمراء وكذالك وجهها حالتها رثَة تثير التعاطف والشفقة في نفوس من يرآها.... وكانت هي تلك المرأة الباهتة، كُحل عينيها أصبحَ يلون خديها بعدما كان يُزينُ عينيها بتفاخر بالصباح...... شعرها مشعث، وجه شبه مُتورم.....

قلب نازف بالحب "هاجر التركي" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن