لِمَاذَا؟

47 6 5
                                    


الفصل طويل رح ينقسم لجزئين ..
بس بأكد لكم إنوا بيستحق..🫠

قراءة ممتعة و بتمنى تتركوا لي تصويت و تعليقاتكم اذا حبيتوه😭💕

_______________________________

الجزء الأول🕯

أيعقل أن يظل الإنسان عنيدا رغم تغير كل شيء حوله؟

خرجتُ من غرفته غاضبة، فبعد تعامله بتعاكس معنا، ظننت أنه أصبح يكرهني رغم أنَّه ذكرني بمراهقتنا، لذلك تركته و شأنه كما يرغب... إلى أن أخبرتني الشرطة بالواقعة، التي لم أقتنع بها أساسا.

دخلتُ إلى غرفته ظُهرا لمراقبة حالته الصحية، وجدته نائما؛ فبدأت أتأمل ملامحه التي أضحت باهتة، عيناه زادتا ضيقا، هالات سوداء احتلت وجهه، آثار جروح في وجنتيه، كانت حالته توحي و كأنه عضو عصابة ما، لكنه كان براء.

فجأة استيقظ، و سمعته يقول:
" ماذا تفعلين هنا؟"

-" أظنك تنسى أنني ممرضتك سيدي؟"
باستفزاز أجبته.

نظر إلي ببسمة الهزيمة ثم قال:
" هل أتى والدي؟"

كنت مستغربة من قربه بوالده لهذه الدرجة فتساءلت: "منذ متى و أصبحت تبحث عن والدك لهذا الحد؟"

-" منذ أن بقيت وحيدا في معركة الحياة"

-" لكنك انت من اخترت الوحدة، لماذا تعامل زين و كأنه غريب؟ إن الفتى ظل يبحث عنك طوال السنتين الماضيتين، لماذا تحاول جعله يسأم منك؟"
بلطف تحدثت، ليفهم أنني لا ألومه، لكنني قلقة بشأنه. كان يتحدث بقسوة، لم يكن براء هو نفسه الذي كنا نعرف، و كأنه داخل دوامة من الهم، يغرق ولا يريد منقذا.

-" فلتسأموا مني جميعا، اتركوني و شأني، أليس لديكم حياة خاصة تهتمون بها؟"
كانت إجابته قاسية، لكنني لم أغضب إنما أشفقت على حالته، فأنا أعرف مدى صعوبة حياته.

-" إن احتجت شيئا، زين لا زال بالخارج ينتظر موافقة منك للدخول، أخبره و سوف آتي."

-" أحتاج حرية يا أصدقاء، أريد ممرضة أخرى تهتم بي، أو حسنا لا أريد شيئا، فسأغادر المستشفى اليوم، لن أحتاج شيئا"

نظرت إليه، ثم أخذت نفسا عميقا و بينما كنت سأغادر الغرفة، دخل رجل طويل القامة، أصلع بيده هاتف يقول:
" حسنا، سأحل المشكلة، أنا بجانبه الآن"
التفت لأسأل براء من يكون هذا، و بعدما أبصرني الرجل قال بصوت مرتعد: " أريد مقابلة ابني"
فهمت الآن أي نوع من الآباء يكون، فمن خلال مظهره، يبدو كشخص بلا مشاعر كما كان يصفه براء من قبل. كانت نظراته حادة و كأنه يطردني من الغرفة، لم يقل ولا كلمة لبراء بل كان الاثنين ينظرون إلي بغضب، ثم قال براء بتوتر:
" حسنا يا ممرضة، أنا بخير، أبي بجانبي، تستطيعين إخبار الطبيب أنني أود المغادرة"
كانت نظراته و كأنه يتوسل مني الخروج، لم تكن نظرات عادية، لذلك أومأت رأسي و قلت:
" ما زال الوقت باكرا، بالشفاء"

لِنعُد غُرباءًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن