لِنعُد غُرباءً

يَوْمُ لَعْنَتِي

بتمنى لكم قراءة ممتعة 🥹

✨️✨️✨️

في الأسابيع التي سبقت عيد ميلاد براء، كانت الإثارة تملأ حياتي وكأنها شعلة مضيئة تشتعل بداخل قلبي. لم يكن براء يعلم أنني بدأت في التخطيط لاحتفال خاص به، وكانت هذه المفاجأة تفوق في قيمتها كل الهدايا والمناسبات التي مررنا بها معًا. كنت أخطط وأتخيل وجهه عندما يكتشف المفاجأة، وكيف ستشع عيناه بفرح طفولي خالص.

ففي إحدى الأمسيات، عدت إلى المنزل بعد يوم طويل في المستشفى، منهكة من عملي الشاق في الطوارئ.
دخلت غرفتي لأجد والدتي جالسة هناك، تتأمل ألبوم صُوَري منذ ولادتي حتى يوم تخرجي.
كانت تتفحص الصور ببطء وحنان، وكأنها تعيد عيش كل لحظة.

نظرَتْ إليّ بابتسامة دافئة وقالت:
"اجلسي بجانبي، يا ابنتي."
جلستُ بجوارها بكل فضول، وشعرت بحرارة حبها وقلقها يغمرانني.

"ابنتي، أعلم أنك تظنين أنني أود حرمك من السعادة، لكنني دائمًا أردت حمايتك. نسيتُ أنك تكبُرين، ظننتكِ ستظلين صغيرتي للأبد. لكن الآن، سأكون معك في كل خطوة. وإن كان مكتوبًا علينا قدرك، فلن نهرب منه بالخوف. أنا خلفك، وامضيَا في حياتكما بكل حب، لكن عديني، أنك لن تسمحي له بإحزانك."

كانت كلماتها تشبه لحنًا حنونًا يسري في أذني، ملأت قلبي بالطمأنينة. شعرت بأنني الآن أحلق نحو حلمي بدون قيود، وأنا أعلم أن والدتي ستكون دائمًا سندي وداعمي. كان ذلك الحديث بمثابة ضماد أنقص من توتري و جعلني أفكر جعل عيد ميلاد براء تجربة لا تُنسى، مليئة بالحب والسعادة التي تستحقها قلوبنا أخيرا.

لم تكن هذه الكلمات مجرد حديث عابر، بل كانت إشارة إلى أن الأمور قد تبدأ في التحول إلى الأفضل.
برفقة الفتيات، بدأت في التخطيط للحفل. كانت المشاعر تتقاطع بين الفرح والتوتر، فقد كان هذا العيد ميلاد خطوة هامة في حياتنا نحو مستقبل سنكون فيه معا يدا بيد.

وصل اليوم الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر، يفيض قلبي بالترقب والفرح. كانت الإعدادات مكتملة، لكنني شعرت بحاجة إلى المزيد من الدعم من رفيقاتي، فحددنا موعدًا في المقهى المفضل لدينا بعد الزوال. كانت الشمس تتسلل بلطف من خلال نوافذ المقهى، وكأنها تشاركنا دفء اللحظة.

جلست معهن وأمامنا أكواب القهوة. شعرت بأنني بحاجة إلى مشاركة كل ما يدور في عقلي، بلا تزييف أو تحفظ، لأكشفَ عن قلبي وقلقي،  لكن فاجئتني آلاء بقولها:

-" لياء أنت متأكدة من أنك تودين قضاء حياتك مع براء؟"

-"ماذا تقولين يا آلاء؟ بالطبع"