نقف الآن أمام منزل كبير وضخم، أمسك بيد جبريل وأنا اشعر بـ إرتجاف يديه وأشعر بقلبه ونبضاته المضطربة، نظرت له لـ أبث إليه بعض الطمائنينة، فـ بادلني وهو يبتسم بهدوء وشد على يداي أكثر..
خطونا أول خطوة إلى الداخل وطرقنا الباب، فتحت لنا فتاة ترتدي زي رسمي، فـ علمنا انها تعمل هُنا..قال جبريل بـ صوت مهزوز: هل السيد جمال موجود؟!
_ نعم سيدي، أخبره من؟
قال جبريل: ــ أبنه جبريل.
نظرت الفتاة بتعجب وقالت: آه عرفت سمعت عنك كثيرًا، لحظة واحدة من فضلك.
نظرت له جينار وقالت: لديك عائلة ومنزل ضخم وثري جدًا، فـ لما عشت كل هذه السنين وحيدًا ؟
أجاب جبريل دون أن ينظر لها: ستعلمين الآن، ولكن عليكِ أن تعلمي جيدًا، أنتِ إختياري الوحيد.
صمتت وهي تحلل الكلمات في رأسها، وتتحدث في داخلها وهي تعيد كلماته وعن ماذا يقصد، تسللها بعض الخوف، الخوف من أن يكون ما ستعلمه سيأثر عليهم وعلى علاقتهم.
قاطع صوت أفكارها صراخ جمال آتيا من ألداخل قائلاً: جبريل!!.. جبريل لماذا هو هنا؟؟ بعد كل هذا.
أغمض جبريل عينه وشد على يد جينار وعندما وصل جمال اليهما وقف لثوان يستوعب شكل إبنه وهو أمامه والفتاة الممسك بيديها!
- أبي
كانت هذه الكلمة كفيلة بـ ذوبان الجليد اللذي يسكن قلب جمال فـ قام بـ إحتضان إبنه بحب..
وبدأت أصوات البكاء تعلوا مع اصوات الخارجون من المنزل.
قالت فتاة تدعى سهر: جبريل.. أخي! هل هذا حقيقي؟ امي ستسعد كثيرًاا.
أبتسم جبريل وقام بتقبيل رأسها ومعانقتها بـ إشتياق.. ثم نظر لـ اخته الثانية وقال:
_ أشتقت لكِ يا سهام.
بكت هي كثيرًا وقالت: وأنت كذلك جبريل اشتقت لك كثيرًا.
كل هذا تحت أنظار جينار التي تشعر بأن قلبها مشتعل بـ نار الغيرة.
دخلوا جميعًا إلى الداخل وبقت جينار واقفة بعيدًا.
جينار:
في هذه اللحظه ولـ أول مرة أشعر بـ الوحدة، كان شعور مخيف وبشع، شعرت بـأن دفئ قلبي يذهب ويأتي مكانه عاصفة قوية شعرت معها بـ إرتجاف قلبي.. شعرت بأن كل شيء يدور حولي، وأين أذهب؟ والى أي مكان ؟!جلس جبريل ينظر لـ أبيه وأخوته ويتسائل عن والدته: أين أمي؟؟
_ منذ رحيلك وأصيبت بصدمة، ومن وقتها وهي طريحة الفراش، عندما كنت أحدثك وسمعت اسمك أستيقظت حركت يديها فقط، من الممكن لو سمعت صوتك تستيقظ..
_ خذوني إليها.
ذهب جبريل مع أهله إلى غرفة والدته، وعندما رأى والدته والأجهزة تحاوطها شعر بأن قلبه ينبض بعنف.. ذهب إليها والتفت إليهم وقال: هل ممكن أن أجلس معها بمفردي قليلاً؟
![](https://img.wattpad.com/cover/372436166-288-k180192.jpg)
أنت تقرأ
وحيدتي
Romansaطرقت على شرفته بقبضتها الصغيرة، تطلب طعامًا، فـ أعطاها قلبه. كان يمشي ولا يعرف وجهته، وكان الحب هو وجهته.. كان هو وحيدها وهي وحيدته.♥