فاق من ذكرياته على يدِ صغيرة تدق على باب سيارته.
نظر اليها بـ إستغراب وهو يضم حاجبيه، لينزل زجاج السيارة ويقول:
_ ماذا تريدين؟.
اجابت هي بصوت خافت: طعام، انا جائعة.
كان يبدو عليها التعب والإرهاق، ووجها مليء بـ غبار الطريق، وشعرها في حالة يرثى لها..
نزل هو من سيارته ووقف امامها وقال:
_ لماذا أنتِ بمفردك هنا في هذا البرد؟ ولما شكلك متعب هكذا؟
_ اريد، طعام، انا جائعة.
_ انا أسألك لماذا انتِ هنا؟
_ جائعة.. جائعة.
ثم بدات في بكاء مرير وهي تضم ذراعيها على بطنها الصغير..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر إلى ساعته وقال:
_ خمس دقائق، إن لم تأتي سأتي انا إليكِ.
ركضت هي بسرعة.. لتحل واجبها، مازالت تتعلم الحروف والكلمات.
بينما جبريل جلس على مقعده ليكمل عمله.
_ ها قد آتيت.
_ تعالي.
_ همم صحيح، ولكن هذا الحرف لا يكتب هكذا..
ابتعدت هي بتلاقئية عنه، تعلم انه سيطرق راسها او يشد أذنيها.
_ لماذا أبتعدتي.
_ أذني ورأسي يؤلماني، يكفي!.
_ تعالي.. ساعلمك كيف تكتبيه بطريقة صحيحة.
أقتربت ببطئ ليجذبها من اذنها فـ تصرخ..
_ عندما أعلمك شيء لا تتهربي مني.
_ حاضرر اترك اذني يا جبريل، هذه ليست أخلاق!!.
_ اخلاق، يا سليطة اللسان.!
_ جبريلل سأبكي اقسم!.
_ ألم أخبركِ بأن كل يوم يجب ان تبدلين ملابسك وتتحمين؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وضع كفه على وجهها وهو يقول بهدوء:- ماذا يا حبيبتي؟
- من هذه؟ وكيف تدخل هنا.. وأنت؟ تلمس شعرها و..
- إهدأي يا حبيبتي، هي مساعدتي فـ العمل، يوجد مشكلة واتينا هنا لـ نحاول حلها براحة.. تعاملي بهدوء لا تغضبي.
- لا أغضب، أنت تعلم؟ أقسم أنني سأقطع شعرها الآن.
وبدأت تدفع جبريل لتذهب إليها، ورغم انها ضئيلة مُقارنةً بهِ، إلى أنها إستطاعت أن تفلت منه وتعدي من تحت يديه.. وقبل أن تصل إليها، قام بجذبها بيديه وهو يحتضنها، بينما هي كانت تحرك قدميها وأيديها في الهواء محاولة الإفلات من قبضته.