الأول

5.2K 108 9
                                        

في ليالي الشتاء الباردة.. وبينما كل اسرة في منزلها تستمد دفئهم من بعض، كان هو وحيد بلا ملجأ ورغم انه يمتلك كل شيء يجعله سعيد، الا انه لم يكن يمتلك الدفئ الازم من اسرته..

داهمت بعض الذكريات عقله، مع أسرته، مثل تلك الأيام وقبل سنين كان معهم وأليوم وحيد.. يحتسون الشاي معًا وأصوات الضحك تعلو المكان.. ورائحة الفطائر والكعك في الأنحاء،كان كل شيء مثالي!.

فاق من ذكرياته على يدِ صغيرة تدق على باب سيارته.

نظر اليها بـ إستغراب وهو يضم حاجبيه، لينزل زجاج السيارة ويقول:. ماذا تريدين؟.

اجابت هي بصوت خافت:  طعام، انا جائعة.

كان يبدو عليها التعب والإرهاق، ووجها مليء بـ غبار الطريق، وشعرها في حالة يرثى لها..

نزل هو من سيارته ووقف امامها وقال: لماذا أنتِ بمفردك هنا في هذا البرد؟  ولما شكلك متعب هكذا؟

أجابت بنفس الكلمات: اريد، طعام،  انا جائعة.

قال جبريل بنفاذ صبر: انا أسألك لماذا انتِ هنا؟

- جائعة.. جائعة.

ثم بدات في بكاء مرير وهي تضم ذراعيها على بطنها الصغير..

زفر هو بضجر وقال:

_ تعالي معي.

ظلت هي واقفة مكانها تنظر اليه ببراءة كانها لا تستوعب ما يقول.

_ يا هذه، هل انتِ لا تفهمين؟؟؟

_ .......

نظر الى الاعلى وهو يمسح على وجهه بتعب ثم قال:

_ انتظريني هنا، لا تتحركي.

وكانها لاول مرة فهمت ما يقصده، فجلست على الرصيف امام سيارته الفخمة وهي تمسح دموعها بيديها، وكلما وضعت يديها على وجهها زاد توسخه، من اثار يديها الغير نظيفة!

بعد وقت آتى " جبريل " وهو يحمل بيديه بعض الأكياس.

نظرت هي اليه وضحكت ثم جذبت منه الكيس بعنف وجلست تأكل.

تعجب جبريل وقال:

_ ماهذا التصرف؟  اعطني الكيس حالاً!

نظرت إليه وهي تاكل بشراهة كبيرة، ولم تجيب.

تنهد بضيق وقال:  ما عمرك؟

_....

جذب جبريل من يديها الكيس لتصرخ هي وتبكي.

_ جائع جائع ة.

تمتم هو قائلاً: ماهذه الفتاة.

اعطاه لها ثانية لتعود لتأكل بشراهة مرة اخرى.

وجلس ينظر لها.

_ كان يجب ان تغسلي يداكِ اولاً،  اللعنة على هذا!.

وحيدتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن