بَعد مرور سَبع سَنواتِ.
تمشي في تلك الطرقة الطويلة، بغضب واضح جدًا على ملامحها، تزفر تارة وتسرع في خطاها تارةً أخرى.
ليظهر أمامها تلك الفتاة التي تحاول منعها من الدخول قائلة: سيدة جينار، من فضلكِ الـ..
وقبل أن تكمل حديثها، دفعتها جينار من أمامها، تخطتها ودفعت باب المكتب بيديها بهمجية وصرخت.
- لماذا هي لازلت في الخارج يا جبريل!!!!.
كان هو قابع خلف مكتبه، بمنتهى التركيز، يحدق بـ الأوراق التي أمامه، حتى عندما إندفع الباب بقوة، لم يصدر منه أي ردة فعل، يعلم.. يعلم جيدًا من صاحبة تلك الأفعال!.
- أنا احدثك، لا تثير غضبي!!.
ألقت كلماتها تلك وهي تتشنج واعصابها مشدودة، تضم قبضة يديها بقوة وتنظر حولها، تبحث عن اي شيء لتحطيمه.
أما هو رفع نظره من تلك الأوراق، رمقها بنظرة باردة، هادئة وعاد ليكمل تأمله في أوراقه.
جلست على الأريكة، أراحت رأسها إلى الخلف و دلكت رقبتها وهي تحاول أن تهدأ.
اغلق هو الملف ووضعه بهدوء، شبك أصابعه وضع يديه أمامه على مكتبه وتحدث:
- هل تركتِ مدرستكِ وأتيتِ؟
نظرت إليه بغضب وقالت:
- نعم تركتها.
- ألا تلاحظين تمردكِ معي؟
نهضت هي وذهبت إليه وهي تشير بـ اصبعها وتتحدث:
- لا، لا ألاحظ أي شيء، سوى أنك تعمل مع عاهـ..
قبل ان تكمل حديثها جذبها من يديها وقام بـ لوي ذراعها وطرحها امامه وهو يضغط على رأسها.
- دللتكِ، دللتكِ كثيرًا.. وتماديتي.
- أتركني حالاً.
تركها بعنف لـ يختل توازنها وتقع على الأرض وهي تدلك معصمها.
- لقد عدت لـ أفعالك الهمجية تلك؟؟ لقد ضربتني لأجل فتاة لا تسوى شيء، ألم تعد تريدني؟؟
- أصمتي، عودي إلى المنزل، ومسألة تركك إلى مدرستك لن تمر مرور الكرام.
- اللعنة عليك وعلى أوامرك.
نهضت وتركته وهي تمسح عيينيها بعنف، نظرت إلى الفتاة الجالسة وقالت لها:
- إن لما تتركي جبريل، سـ سأقتلكِ!.
- اا.. سيدتي، أنا لستُ..
- أصمتي، أكرهكِ، وأكرهه.
خرج هو وقال:
- إلى المنزل يا جينار، كفى إلى الآن ولا تجعليني افقد سيطرتي هنا، لن تحبين ذلك أعتقد!.