وقف بجانب الباب ليدق بخفه وهو يشعر بالتوتر قليلاً .. سمع صوت اقدام تقترب من خلف الباب ليفتحه بالكامل .. نظروا إلى بعضهم البعض فتره قصيره .. عقد حاجبيه كأنهُ يتذكره: من انت ..!!
عبدالعزيز ابتسم وهو يمد يده ليصافحه: مسرع قد نسيتني .. انا عادني ماقد نسيتك ..!!
فهد يمد يده ليصافحه وهو يتذكر: وجهك مهوب غريب علي .. غير ما طاعني اتذكرك من انت ..؟؟!!
عبدالعزيز بأبتسامه: انا عبدالعزيز بن صالح العكيم .. اللي شهد على حراوة حمد في بيتك ..
فهد بصدمه ينظر اليه مالذي اتى بهِ إلى هُنا .. ماذا يريد بعد كُل هذهِ السنين: وش تبا ..!!
عبدالعزيز علم انهُ لا يزال مقهور على اخته: اعتذر لك بدل اخوي حمد .. والله محناب هاويين على ذيك المهره اللي سواها ..!!
فهد بسخريه: عادك جاي تعتذر ذلحين .. ووشبه ما يجي حمد يعتذر والا ماشيء معه لسان يتكلم به ..!!
عبدالعزيز اسرها في نفسه لينطق بهدوء: وين سالم بن حمد ابني اشوفه ..!!
فهد بأنفعال: ليه وش في حسك با تشله بعد ما زقلتوا بأمه كأنها لعبه عندكم ..!!
عبدالعزيز بأندهاش من تفاعله: يا بن الحلال صل على النبي مابلا قلت لك ابني اشوفه بسس ..
فهد ازفر هواء بغيظ بقوه وهو يعطيه ظهره لماذا انفعلت هكذا انهُ يُكلمني بكل أدب واحترام وليس من اخلاقي ان أرد الحسنه بالسيئه .. دخل الغرفه ليتجه إلى سالم ألذي يقرأ القرآن بخشوعِ تام .. تنهد بألم لا يريد ان يبتعد منه فـ لقد أعتاد على وجوده في بيته وهو الذي رباه ودرسه وعدهُ واحداً من ابناءه .. نطق بهدوء: ساالم ..!!
سالم توقف عن الترتيل ثم التفت اليه: هلا ..
فهد جلس على السرير لينظر اليه بضيقه: عمك يبا يشوفك ..
سالم عقد حواجبه: وييش ..؟!!
فهد يرفع صوته قليلاً: اقول عمك عبدالعزيز يبا يشوفك هو ذاك عند الباب يتنباك ..
سالم بذهول وضع المصحف الشريف على السرير ليقف ويتجه إلى الباب .. وقف امام الباب وهو يبلع ريقه بتوتر كيف سيكون اللقاء لقد انتظرت هذهِ اللحظه منذ زمناً طويل لأنني كُنت انتظرهم يبادرون هم بالأول ليس انا .. اخذ نفساً طويل ليفتح الباب ويخرج .. نظر إلى عمه الذي يبدوا في الثلاثين من عمره وهو يعطيه ظهره ..!!سالم ابتسم ونشوة الفرح تتداعب قلبه اقترب منه وهو ينطق: السلام عليكم ..!!
عبدالعزيز فتح عينيه ليلف عليه بالكامل .............!!.. سالم يدقق النظر فيه بأبتسامه .. عبدالعزيز وكل شيء فيه يشعر انهُ توقف عن التحرك .. هل هذا سالم اخي ام عيناي لا ترى بوضوح .. انا ارى سالم اخي بشحمه ولحمه لقد مات في هذا السن بالتحديد .. بلع ريقه والدموع تجتمع بعينيه اقترب منه ببطء وهو ينطق: سالم اخوي ..!!
سالم اختفت ابتسامته من كلمته التي نطقها .. عبدالعزيز يضع يديه على اكتاف سالم ونطق بغصه: انت سالم اخوي والا مابلا اتخيل ..!!
سالم يناظره بأستغراب : انا سالم بن حمد .. انت عمي عبدالعزيز ..؟!!
عبدالعزيز هز رأسه بنعم والدمعه تسقط من عينيه ليحتضنه بقووه ويشد عليه بيديه .. سالم بادله الحضن والدموع تجتمع بعينيه: لذلحين يا عم عادكم تذكرتوني ..؟!!
عبدالعزيز وهو يشد عليه: لا والله يا ولدي محناب ناسينك .. نحسبنك مرتاح عند خالك وما تبا تجي عندنا وابوي صالح قال خلوه على راحته يجي عندنا متى ماهو يبا ..!!
سالم وهو يغلق عينيه والدموع تتساقط: وذلحين ..!!
عبدالعزيز يشد عليه بقووه: ابوي صالح مرض وقده ينسى عياله بعض الأحيان وما نسيك .. قال هاتوا سالم عندي اشوفه قبل ما اموت ..!!
سالم وضع عينيه على كتف عمه ليمسح دموعه وهو يبكي بصمت وبحرقه وألم ..!!
عبدالعزيز وهو يكمل بحزن: شاف انك ابطيت ومهوب في حسك تجي عندنا قاله لنا البارح منهو الحمر عين اللي با يجيب سالم اشوفه قبل ما اموت ...!!
سالم ابتعد قليلاً ليرى وجهه: وانا احسبنكم نسيتوني وقلت والله ما أروح لهم الا اذا جو يشلوني .. والا ما أنا من يوم عادني صغير وانا ابا اشوفكم واشوف ابوي حمد ..!!
عبدالعزيز شعر بالحزن على حبه لوالده الذي لم يعترف به وسمى بولده ذو الـ12 سنه بأسم أخيه الراحل "سالم'' كيف ولو يعلم ابنه الكبير سالم بهذا .. ستكون صدمته كبيره وفي كره والده له ولأمه ولخواله جميعاً ... وضع يديه على كتفيه: با تجي معي ..!!
سالم برفض: مهوب ذلحين .. امي عادها ماقد فاقت من البارح ..!!
عبدالعزيز برجاء: سالك بالله يا سالم .. ابوي قده مستامنني اجيبك اليوم وانا وعدته لا تكسر خاطره انا فدااك ..!!
سالم بحيره التفت ينظر إلى الباب الذي يوجد خلفه والدته وخاله ثم التفت له: با أجي ذلحين ..!!
عبدالعزيز رفع يده: يالله اتنباك لا تبطي ..!!
سالم هز رأسه وهو يبتعد: انشاء الله ..
عبدالعزيز ينظر اليه وهو يدخل الغرفه هز رأسه بألم: كيف با تقع ذي المقابله بينه وبين ابوي وخواني .. والله ان يفتح جرح قد تشالوا منه .!!