****
في صباح اليوم التالي ...
خرج إلى الحديقه بروقان وهو ينظر إلى العشب الأخضر والورود بألوانها الزاهيه تعطي راحه للبال وتسر النظر إليها .. تقدم إلى الحبل الموصل في الماء على اطراف الحديقه ليفتحه ويلتفت ينظر إلى الماء الذي يخرج على الأطراف بقطرات متكاثره كان المنظر جميل وكذلك الجو منعش هذا اليوم .. كان الوقت السابعه ونصف صباحاً .. اتجه إلى الديوان وهو يمدد يديه يتفاوه يشعر بالأنتعاش .. وضع نعليه ( اعزكم الله ) جنب الباب ليدخل وهو ينظر الى الظلام .. رفع يده ليشغل الأضواء وتنتشر الأنوار بسرعه وبأللوان زاهيه .. تجمد مكانه وهو يرى والده جالس يناظره بفراغ .. تقدم اليه بفزع: ابه شيء يوجعك وشبك هنااا رااقد ..!!
الشيخ صالح نزل رأسه وهو يطلق تنهيده شعر بوجعها عزيز ليأخذ يديه ويتمسك بها بقوه .. الشيخ صالح نظر اليه ليبتسم بحنيه: وش قومك ذلحين ..!!
عزيز هز رأسه: قدك داري اني احب اقوم سريع .. وشبك هنا راقد ليه ما قلت لي كان رقدت عندك ..!!
الشيخ صالح رفع يده بأتجاه فراش سالم المرتب: بغيت سالم يرقد عندي ..!!
عزيز ينظر إلى ما أشر له والده ليلتفت له بأستغراب: سالم بن حمد ..!!
الشيخ صالح هز رأسه بنعم: اييه .. غير ما جاء ..
عزيز وكأن اوجاع العالم جثت على صدره حتى شعر بدموع عينيه تجتمع بأندفاع قوي .. بلع الغصه وبصوت متشحرج: ليه ما قلت لي اضويه البارح .. ليه تتنباه وهو ما قال انه با يجي ..!!
الشيخ صالح رفع رأسه بأنكسار وهو يغلق عينيه: استاكنت على حمد يجيبه ..
عزيز عقد حواجبه ودمعه سقطت على خده مسحها بسرعه: ليه تستاكن عليه وقدك عارفنه ما يبا يشوف ولده ..!!
الشيخ صالح نظر إلى ولده بألم: قالي انه با يروح يصلح غلطته وبا يجيب سالم معه .. وقع اللي متأكد منه .. تعاور هو ويا فهد بن جلال واضنهم تقاتلوا .. اخوك ذا شدييد وماشيء عنده صبر .. الله يصلحه ويهديه وش اقول غير ذا الكلام ..!!
عزيز شد على يدي والده: خل حمد ينقلع .. انا با اروح اجيب سالم ذلحين وبأدور حل انا ويا خواني محمد وعبدالكريم يصلح بينا حن وآل غمار ..!!
الشيخ صالح هز رأسه برفض: لا تصلحوا ذي المشكله الا وحمد معكم ..!!
عزيز حرك يده: يا ابه قدك عارف حمد ولدك ما يحب التفاهم وخصوصاً عند ذي المشكله ..!!
الشيخ صالح برفض تام: يا اما حمد معكم يا اما هو لحاله .. خلوه يتحمل غلطته انتوا وش عليكم .. اذا انتوا تبوا تعاونوه والا مهوب تروحوا لحالكم ..!!
عزيز برضى: لودك ما الشور إلا شورك .. بأروح اجيب سالم ذلحين لو تبا ..!!
الشيخ صالح ابتسم وهو يتذكره: اي بالله هاته خله يريح قلبي بوجهه الزين .. قدني مفرق له ذا الولد ..
عزيز ابتسم: كلاام يا ابه .. غطى علينا ذا الولد معاد خايلت فينا هههه
الشيخ صالح ضحك ببطء: انتوا عيالي كلكم .. مابلا مستوجع عليه من ذا التناقض اللي هو فيه .. مسكين وش عنده لذي المشاكل ..!!
عزيز يقف وهو ينظر اليه: مكان يقع الا اللي يريحك لعاد توجع عمرك .. وولد حمد با يجيك مثل ما راح وحمد مصيره يرضى اليوم والا غدوه ..( اتجه إلى باب الديوان وهو يشعر بالحزن على والده الذي قضى ليلته لوحده في الديوان .. خرج إلى الحديقه متجهاً إلى سيارته البعيده قليلاً .. التفت إلى الباب الرئيسي وهو يرى حمد ينظر اليه بأرتباك .. رفع حاجبه بأستغراب ليس من عادته يستيقض في هذا الوقت .. اتجه اليه وهو محتار من ارتباكه الواضح: وشبك ..!!
حمد بلع ريقه وهو ينظر إلى الديوان الذي على يساره: ابوي هو في الديوان ..!!
عزيز يقترب منه: اييه .. لييه ..!!
حمد نظر اليه بقلق: وش قالك ..!!
عزيز بعتاب: ضايق منك يوم انت ما جبت ولدك عنده ..
حمد بقهر: قد سويت اللي يباه وطردني فهد .. وش عاد اسوي غير كذاا ..!!
عزيز تنهد وهو يتأمله: كان تفاهمت زين معه .. انا داري انك عصبت عليه ..
حمد بتفاعل: لا والله با أضحك واقول له كمل وش عاد .. يا خلق الله حطوا مكانكم في مكاني .. ذلني ورب الكعبه انه ذلني واهان كرامتي
عزيز تكتف وهو ينظر اليه: وش رايك نروح انا وياك عنده ونتفاهم زين ....!!
حمد بعصبيه: والله معاد الا هي يطردني وارجع له .. مكان اذل نفسي لعنده ولازييد رضيوا ..!!
عزيز بضيقه: يا ولد الحلال ابوي مريض ويتمنى يشوف اليوم اللي تتصلح فيه ذي المشكله اللي سويتها قبل 20 سنه .. ذنوب عليك في ابوي والله انه اوجعني يوم شفته قبيل والدمعه في عينه .. معاد الا يفسر ولا عاد يتكلم جداا .. اوجعته يا حمد جداا خااف الله فيه ..!!
حمد بغصه: وربي الا علشانه سريت البارح وما جاني النوم يوم شفته يتنباني اجيب سا.... ( لم يستطع ان ينطق اسمه وكأن صوته توقف عند اسمه .. عزيز ينظر اليه بحزن ): لا ذي الدرجه ما تبا تنطق اسمه ...!!
حمد ازفر هواء بغيظ وهو يتحاشى النظر فيه .. عزيز نزل يديه ليتجه إلى سيارته: انا با أروح اجيبه .. ها ومهوب توجع ابوي .. خلك قدها ..!! ( حمد رفع حاجبه وهو يلتفت اليه سيذهب ليأتي بولدي المنبوذ في داخلي .. لماذا يريدونه ان يعيش بجانبي انا لم اتقبله ولم استطع ان أراه حتى دقيقه ليلة البارحه .. لقد شعرت بالحرقه حينها لأنهُ يشبه اخي المقرب الى قلبي .. لن يكون مثله ولن اتقبله ولداً لي مهما كان ..!! .. نظر إلى الديوان بحزن على والده ثم اتجه إلى داخل البيت وهو يتنهد إلى متى وابي هكذا لا يضحك معي ولا يبتسم ولا يتحدث إلا بعصبيه وصراخ .. لقد سأمت من هذه الحاله التي هو غارقاً فيها واشعر بالحقد تجاه هذه القبيله اكثر فأكثر عندما ارى نظرات والدي .. سحقاً لهم جميعاً لقد فارقوا بيني وبين ابي ليس بينهم فقط ) ....!!!