عَبَرات حارة تفر من جفونٍ عدة، إناثٌ طاهرات زهور من نِساء المؤمنين، ذرفن تلك الجواهِر بعد شهد قصة وفاة رسول اللّٰه، من منظور أمنا عائشة رضي الله عنها.
رغم أن المدرسة إنجليزية و مُعظمُ أهلها كُفار إلا أن أحد النوادي، و هو 'معا نحو الإسلام' أثمَر برجالٍ و نساءٍ مسلمين بعد عُمرِ كُفر.
خرج الطلاب من النادي ليبقى منهم رجلٌ واحِد، آرثر.
شابٌ بريطاني عاش سبعة عشر سنة معتنقا الإلحاد، إلى أن كتب اللّٰه له و لمن إنضمَ لهذا النادي الدخول بين إخوانِ محمد.
تعرّف آرثر على الإسلام برؤيته للوليا و تحركاتها، ليس بشاب قليل أدبٍ لكي يتحرش بفتاة منتقبة لكن أحبَ النظر إليها.
تستقيم في مشيتها و تُنزِلُ رأسها إذا مرت بين الرجال، لم يسبق و أن رصدها قُربَ ذكرٍ تحاكيه سوى أستاذِ الرياضيات، و هو الرجل الوحيد الذي يدرسهم من بين تسع نساء.
تأكُلُ لوحدها و في عزلتها رفيقها المصحف أو كتاب، أحيانا ما يراها تشاهِدُ بودكاست أعادها بعد سماعها منها، و هي ما جعلته يحبُ الإسلام و يدخُلُه.
أخذت لوليا تجمع ما لها على الطاولة من كُتُب، فقد كانت بهذه القاعة قبل أن تُلقي قصة وفاة الرسول عليهم، تُكمِل روايتها المساماة 'بين سطورِ حبي لك'.
تقدم آرثر نحوها سائِلا.
-لو سمحتِ آنسة لوليا، هل لي ببعضٍ من وقتك؟
رفعت أنظارها إليه ثم غضت بصرها عنه و إستغفرت ربها سِراً.
-تفضل.
تريث لثوانٍ ثم جمع أنفاسه يرتب ألفاظه على لسانه
-حقيقةً أنا معجبٌ بك، لا أقصد بطريقة مهينة أو شيئ من ذلك القبيل، أريد فقط رقم والدكِ سأحادثه مباشرةً.
أخفى ستارها توسع شفتيها، لم تسعَد لإعجابه بها بل لتغيره الكبير، حتى و هو في بلادِ الكُفرِ إستطاع إعتناق دينه بشكلٍ صحيح.
قبل أن تتحدث جلبت من محفظتها بطاقة والدها الشخصية و مدت بيدها إليه.
-تفضل، هذا رقمه الخاص.
برقت عينيه لهفة إلى تلك الورقة من يدها، حاذر عدم لمسها و أخذها برفق بين أنامله، تألمها لحضات ثم هتف شاكرا و إبتسامته تلامس طرف كلا أذنيه.
أنت تقرأ
You saved me
Romanceبينما أسير في ظلماتِ ذلك الرواق هوت نفسي إلى نغمات صوتها الملائكي، ناعِمٌ مثلها لؤلؤتي اللامعة