فرح حزن

327 33 4
                                    

جمع كفيه للمكتب يستمع لحديث أخته الذي بدا مهماً و هي تصف كل صديقٍ بمحاسنه و تعرض مواهبهم، بدت كأنها هي من ستأخذ الوضيفة و ليس هم.

-حسنا حسنا، سأوضفهم في منازل الطبع و خدمة المدراء و بعد دخولهم الجامعة أضع كل واحد بتخصصه كتدريب، جيد؟

إستقامت من مكانها تركض نحو كرسيه و تلف عنقه بيديها توزع قبلات عشوائية بوجهه.

-أحبك أخي أحبك كثيرا.

تركته بعد لحضات متوجهة لذاك الكيس الورقي الذي أحضرته، حيث أخرجت منه علبتان.

كان الأولى بالأزرق السماوي و الثانية سوداء و عليها شريط ذهبي مع بطاقة صغيرة مطوية.

-الزرقاء لك و الثانية لأكرم.

تلفظت جملتها بنوعٍ من الخجل و الخفوت، تجعل من الأكبر يغوص في تأملها و هي بتلك الصورة المحببة له.

-لقد كبرتِ.

هزها معنى الجملة و جعل من الدموع ترسو على حافة جفونها.

أكيد ستتأثر و هو أخوها أول من أظهر لها الحنان بين كافة أفراد أسرتها
طبعا غير صديق طفولتها و زوجها المستقبلي.

أمسكت دموعها بصعوبة مبتلعة إياها رفقة غصة حُصِرت بحلقها، قبلت جانب خد أخيها ثم ودعته و إنطلقت خارجا.

♡♡

مرَ أسبوعين و هاهي أميرتنا تتجهز لعقد قرانها.

في أصح التعبير عُقِد قبل ساعات بعد صلاة الظهر و الآن ستبدأ الحفلة الصغيرة التي ضمت أسرتها، عشاء جمع أفراد العائلة سويةً.

كانت أمل تزين تسريحة صديقتها ببعض الإكسسوارات الناعمة.

-لماذا تأبين إخباري بهوية زوجك، كل هذا لأني لم أخبرك من خطبني؟

نظرت لوليا لها مكشرة ملامحها.

كأنني أهتم، فقط لا أريد إخبارك لأنك لن تتوقعيه أبدا.

تركت شعر العروس ثم دفعت أقداماها للأرض بطفولية.

-سأبدو حمقاء عندما أعرفه، الجميع يدري من هو إلا أنا هذا محرج.

قهقهت لوليا بصخب مستمتعة بشكل أختها الغاضب.

-إنزلي أنت أولا و أنا سآتي رفقة والدي.

لوت فمها بإنزعاج ترمقها بحدة، بينما الأخرى تتجاهلها.

أخذت أمل خطواتها نحو الطابق الأرضي حيث يجتمع أهل الحفل، إستغربت من وجود أكرم بين الحضور لتتقدم من نُهى و تهمسها.

-يا أختاه ستنزل لوليا دون حجابها.

إستدارت لها نُهى تبادلها الحوار.

بعد، جميعهم محارمها.

أشارت أمل إلى أكرم لتبتسم نُهى.

-نسيت أنت لا تعلمين.

رفعت حاجبها بإستفهام لتُصدم أخيراً.

-إنه زوج أختك.

نزل الخبر ساعقة على مسامع أمل، المفكِرة بأنها من ستكون زوجته و لم تحمل ذرة شكٍ إتجاه أختها.

تعالت الزغاريد و نزلت لوليا بفستان بني ينزل لأسفل ركبها، طالقتاً العنان لخصلاتها السوداء فارة أسفل ظهرها، مع بعض المشابك التي تزينه.

إنتقلت يدها من أبيها لزوجها الذي لم يسمح له جمالها بإزاحة مقلتيه، إنها ساحرة.

في هذه اللحظة أتاه ألف سببٍ يزيد يقينه بأن إختياره كان صائبا جدا.

لاحظت بيده الساعة و الخاتم الذي أهدته إياهما لتبتسم بإتساع.

-أيمكنكِ رفع رأسك قليلا.

رفعت عينيه رفقة رأسها عن كفه لتلتقي بعسليتيه اللامعة، أظهر من يده عقد ألماس، يضم جواهر زرقاء تنافس لون عينيها بَراقةً.

أرسى به على على عنقها الحليبي، ثم إرتفع يعاينه.

-لاق بك كثيرا.

لامسته بأطراف أناملها ثم نبست بخفوت.

-شكرا، أحببته.

خلافا لإرادته شُقت طريقُ بسمة هائمة في تأملها على وجهه.

-لو ترفعين صوتك قليلا، سيكون وضعنا عالي العال
فيتسنى لي سماعك.

توردت وجنتيها بشدة لتبرز حمرتها لكل من يراها.

-توقفاااا.

صرخةٌ إنطلقت من أمل التي إحترقت مشاعرها و هي تشاهدهما أمامها، لم يُصِب وضعها سوى خالتُها
فهي تدري بحبها لأكرم، كشفت نظراتها.

أخرستها خالتها بجملة بدى فيها توترها.

-أجل إنها بالغرفة تعالي لنحضرها، الكاميرة لقد قصدت أن تتوقفا من أجل الصور.

علت ملامح الإستياء على وجه آدم، و الذي وقفت بينه و بينها مريم تدافع عن أمل.

-

You saved meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن