أحباء

313 34 2
                                    

صُدِمت لوليا من تصريح أمها الذي نافى المنطق، مهما تخيلت رقة شخصية أكرم لم تتخيلها لحد تربية قطٍ لديه.

-لقد كان هنا منذ قدومنا، عزلتك عنا من جعلتك لا تلاحظين

و بعد إنتقاله تركه لأنه لاحظ إنساجمه مع سِمسِم.

إبتسمت لوليا و هي تربت على رأسه متناسية إنتقاد أمها لها، ذِكر أكرم أو تذكره كافي بجعلها سعيدة مبتسمة.

-هل إخترتما أين ستعيشان؟

سألت الأم بفضولٍ إبنتها و ركزت تنتظر إجابة مفصلة لتخيب لوليا أملها.

-لم نتحدث بالموضوع.

حملت قطعة جبن و أمدت طتها بها لتفعل المثل مع الثاني بينما تستمع لكلام أمها.

-لا تؤجلا كل شيئٍ لآخر لحضة، إلتقيا أو لندعه للعشاء و نتحدث بكل ما يخصكما.

حملت صينية طعامها و جلست على الطاولة تقابل ضهر أمها التي تعد الغداء.

-سأتحدث معه بما يخصنا.

لنقل أنه جواب وقح لأمها لكن معها حق الأمر يخصهما.

واصلت تناول طعامها بهدوء بينما تناظر القِّطان بشرود.

-سأضع الحساء يُطهى، جهزي سلطة و طبق جانبي لدي عمل.

أماءت محافظة على شرودها و بعد إنتهاءها من الفطور همت لما أمرتها أمها.

إنتهت من غسل الأواني بعد الغداء و ها هي تجمع قطيها على روايةِ ما بالكتاب لهما و تناقشه رفقتهما.

في شرفتها اللطيفة، تجالسهما داخل الأرجوحة حيث وضعت لهما طبقا من حلواهما و هي أحضرت بعض الفواكه.

-أمر هذه القصة غريب، أشعر أن الكاتب سيفاجئنا بنهاية حزينة فالأحداث غير مطمئنة.

لاحظت أن حركتهما ساكنة لتلقي نظرة إذا بهما نائمان في أحضان بعض.

كادت تبكي من هول لطافة المنظر، إستقامت بهدوء و الحمد للّٰه لم يستيقضا، إلتقطت بعض الصور اللطيفة لهما ثم أرسلتها لأكرم رفقة رسالة نصية.

'أرى أن أحفادنا قادمون قبل الأولاد'.

أغلقت باب الشرفة ثم دست نفسها أسفل البطانية قصد النوم إذ برسالة منه تُرد.

'أهلا بِهم سنكوِن عائلتنا الصغيرة قريبا إذن'.

كادت تجيب على ما أرسل ليكرر أخرى سائلة.

'آمل أنه هادئ كعادته و لم يتعبكِ'.

إبتسمت ببلاهة و أخذ صوتها الباطني ينادي.

يا له من مراعي، إنه يهتم لكِ، لأدق التفاصيل.

'هادئ للغاية، بالمناسبة لم أكن أعلم بوجوده قبلاً'.

'إحدى طباعه الغريبة، لا يحب التواجد بين أشخاص لا يعرفهم، و لا يخرج إلا بوقت الطعام، عندما يجوع'.

'يبدو أنه يحتاج إلى جرعة حب'.

'جرعةِ حب؟'.

راقبت بتمعن سؤاله و أخذ تنقر الشاشة تجيبه بتفصيل.

'نعم جرعة حبٍ منك، إشتاق لك كثيرا، فعند دخولنا غرفتك ركض إلى وسادتك و نام عليها و الآن يضم قميصا لك و نائم به

يحتاج إلى بعض الحنان و العطف الذي كان يتلقاه من صاحبه، فمهما تلقاه من غيره سيبقى متعلقا به و بحاجة إليه'.

إنتظرت إجابته و قد وصلت سريعا.

'كنت سآتي مساءا لأخذه، أيمكنك تجهيزه لي؟'.

'أجل بالطبع، فقط أين أغراضه و سأجمعها حالا'.

إنتظرت رده و لم تصل أي رسالة، بل رن هاتفها بإتصالٍ منه.

You saved meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن