لم يُحرك ساكِنٌ بعد ما لفظه ستيف حتى جمع أمين يديه فوق الطاولة، و أسند على قبضتهما ذقنه.
-و اللّٰه يا سيد ستيف ما أنا بمجيب، الزواج قسمة و مكتوب من ربنا و هذا مفروغ منه
لستُ بالمحبِذ لفارق العمر الكبير و لست بمِن يرفُضُ العرض دون تفكير، و أهم عامِل خيار إبنتي
ثلاثة أيام تُردّ لك الإجابة، و لأُبلِغك لا تتأمل خيرا.
أماء ستيف برضى، لنقل أنه توقع الإجابة.له يقين بأن صديقه سيعارض، لكن يعلم أنه شخص حضاري و عاقل غير أنه يُحِبُ إحياء السنن.
♡♡
بينما تُحيط النساء طاولة مستديرة بأربع أماكن تتحاور الأُم و إبنة أختها.
أشارت مريم إلى لوليا الشاردة لتتنح نُهى توقضها من شرودها.
-خيرٌ يا أختاه ما يشغلُك؟
إبتسمت لوليا بتكلف و ردت.
-لا مهم.
رفعت نُهى حاجبها بشك لتواجهها بنظرات ذات مغزى فأماءت بعد أن فهِمت.
-سنغسِل نحن الأواني خالتي يمكنك الراحة.
بلّغت نهى أخت والدتها من الرضاعة لتبتسم بسعادة.
-شكرا لكُن، بحضورك خَف العمل على لوليا و علي، أسأل اللّٰه أن يبارك فيك و لك، و يُهديك كُل ما تمناه قلبك.
قبلت الفتاة ظهر كفها تزيد من سعادتها و تختم جلستهن.
قُضيَت صلاة التراويح تُنهي يوم أبطالنا يلجأ كلٌ إلى غُرفته.
ضمت لوليا مرفقيها إلى صدرها من فوق منامتها القطنية.
تتشكل على صورة لطيفة توحي بأنها طفلة و ليس شابة بالسابعة عشر.
أخذت قطرات المطر تعانق الأرض واحِدة تلو الأخرى، إلى أن خلقت جوا تحبذه أميرتنا.
خرجت من غرفتها متناسية وجود غيرها بالقصر، دون حجابها غادرت غرفتها ركضا إلى المطبخ.
أنارت الأرجاء ثم هبت تنط هنا و هناك تُحضِر نوعا من القهوة المحببة لها.
توقفت تنتظِر نضوج السائِل بالمكينة تدندن كلمات أنشودة على أطراف لسانها.
-من أصحابِ رسول اللّٰه رجال عشرة، خير الناس بعد الرُّسلِ كرام بررة
أبو بكرٍ، عمر و عثمان، و علي وسعيد وسعد، طلحة و الزبير و عامر و إبن العوف تمام العشرة.
ملاحظة: من ذُكِروا هم العشرة المبشرون بالجنة-رضي اللّٰه عنهم و أرضاهم-
وصل صوتها الأنثوي العذب إلى مسامع أكرم، توقف عند مدخل المطبخ قبل ولوجه فور سماعه صوتها.
توقف صوتها فجأة، يبدو أنها تتذوق من الشراب
أطلقت صوتا يدل على التلذذ ثم أردفت.
-بارك اللّٰه في صحتي و عافيتي، و الحمد للّٰه على نِعمة لمسة أناملي
كم أنا محظوظة بنفسي، شكرا يا ربي.
سارت خارج المطبخ بعد أن أطفأت الضوء، تخفَّ أكرم سريعا عن أنظارها و كي لا يغره الشيطان و يراها.
♡♡
-لست حلالك.
لفظتها لوليا بعد تنهدٍ متعب، فلثاني مرة نفس الحُلم مكانُ آرثر كان السيد ستيف.
-جيد، في كلِ الأحوال والدك رافض.
أسندت الصغرى ذقنها على راحة يدها و خاطبته بتذمر.
-أريد معرفة من الذي بالحُلم أخي، هذا مستفز.
قهقه الأكبر ثم بعثر شعرها و رد.
-إن لم يخب ظني فهو من ستقولين له، أنا حلالك.
أنت تقرأ
You saved me
Romanceبينما أسير في ظلماتِ ذلك الرواق هوت نفسي إلى نغمات صوتها الملائكي، ناعِمٌ مثلها لؤلؤتي اللامعة