إلتفت الإثنان إثر ذلك الصوت، فور لمحِ لوليا لشابةٍ خلفهما قطبت حاجبيها، كانت ترتدي عباية مفتوحة على قميص قصير رفقة سروال، و تلف أعلى رأسها وشاحاً يكشف مقدمة شعرها المسرحة بعناية.
منذ إلتفات الأكبر كان يصوب عينيه بكل مكانٍ إلا هي.
-مرحباً، أراك حضرت اليوم.
وجهت عينيها للوليا تتفحص مظهرها، كان جلبابها رمادي و الستار كذلك.
-أختك؟
كان سيتكلم لتقاطعه لوليا.
-إبنة عمه.
ضحكت الغريبة بتغنج ثم مدت يدها.
-سررت بلقاءك، أنا عبير عملت مع أكرم في الكثير سابقاً، لنقل أننا أصدقاء.
بنبرةٍ تدّعي التفاجئ نظرت لوليا لأكرم و قالت.
-لم تخبرني أن لديك صديقات أكرم، بالضبط عبير لتحدثك هكذا يعني أن لك علاقة قوية بها.
قهقهت عبير مستمتعة ثم أردفت.
-ربما لأن أكرم قليل الكلام، فنحن حقاً على معرفةٍ جد قديمة، منذ أيام الجامعة.
طفح الكيل مع الرجل رفقتهم و أمسك يد لوليا قبل أن يقول للأخرى.
-معرفتنا لا تعني صداقة آنسة عبير، و لوليا إبنة عمي و زوجتي كذلك، جيدٌ زيارتك لمرضى و يتامى مستشفانا شكر اللّٰه سيعكِ.
سحب لوليا نحو الأطفال ليعودا إلى ملاعبتهم حتى حان وقت فحصهم و علاجهم، مزامناً موعد الغداء.
قصد الزوجانِ مطعماً قرب المطار فموعد وصول ضيفة الفتاة قد إقترب.
قُدمت طلباتهما لهما و إنصرف النادل يترك الخصوصية للزوجان من خلف الساترة الخشبية المزينة بالورود.
نظر أكرم إلى لوليا إذْ بها شاردة الذهن في صحنها، رفع الشوكة بقطعة لحم لفمه يسألها مدعيا عدم الإنتباه لما يزعجها.
-لا تبدين متحمسة للقاء صديقتك؟
شعر بنظراتها تثقبه، عيناها فقط ما يظهر منها، رغم ذلك غضبها واضح.
-بلا مسرورة للقاءها.
حافظ على نفس نبرته الغير مبالية يغيضها.
-ألن تروي لي عنها؟
فهِمت تقصُدَه لتجاهل الموقف السابق فجارته منافية غيرتها التي تحرقها داخليا.
-سيلا أقرب طلابي، أول من أسلم من زملائي، هي لطيفة جداً و محبوبة للجميع، سريعة التعلم و الفهم، حفظت القرآن في سنة و نصف و من أحاديث الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم خمس مئة
قرأت كتب الكثير من الشيوخ العرب و تعلمت الكثير من لغتنا، حتى أنها تتحدثها بطلاقة الآن
علاقتي بها ليست قوية جداً، لكن الجلوس معها كتسجيل بودكاست، نظرتها للحياة جميلة و للدنيا بعد إسلامها أجمل، تخوض إمتحان ربها بأبهى الطرق و أحلاها
حفظها اللّٰه و أطال عمرها في بره و طاعته.
إبتسم بمكرٍ ثم إستفهم مغيراً نبرته للخبث .
أنت تقرأ
You saved me
Romanceبينما أسير في ظلماتِ ذلك الرواق هوت نفسي إلى نغمات صوتها الملائكي، ناعِمٌ مثلها لؤلؤتي اللامعة
