الزفاف

266 29 9
                                    

Loulya's pov

لم تطبق جفوني على بعضها طيلة أمس، بت أفكر و أفكر، في نفس الوقت كنت جد متحمسة، أخيراً سأصبح زوجة حبيبي أمام اللّٰه و عباده.

حبيبي، حبيبي الذي أهجره منذ يومين، أجبت مرة على إتصالاته و بدا له كما لم أخفي، أنني حزينة و لا أريد محادثته.
  
إحترم رغبتي و لم يزعجني مجددا بالإتصالات لكن كان يتفقدني بالرسائل و نتحدث قليلاً.
  
هذه آخر ركعة قيام قليلٍ لي في منزل أهلي، مشاعر غريبة تنتابني، كل ذرة بداخلي تنبض و كل خلية تغلي، أنا متحمسة كثيراً و متوترة كذلك.
  
قرأت بعضاً من كتاب اللّٰه، ذكرته قليلاً كذلك، صليت وتري و الآن انتظر آذان الفجر، بالأحرى إتصال زوجي.
  
فعلاً قد إتصل.
  
أجبت و حدثته لبعضٍ من الوقت.
  
-إذاً هل سامحتني صغيرتي؟
  
إبتسمت بإتساع هذه المرة السابعة التي يسألني بها منذ شجارنا.
  
-و مالها صغيرتك لا تسامحك، أنت صديقها، أخوها، أميرها، زوجها و كيانها الذي ينبض فيحيا به سائر أعضاءها.
   
إنتفضت فؤاده يدق بسرعة كبيرة فجأة، كلامي بتلك اللحضاتٍ و هو يائس من صلحي أحياه.
   
-لؤلؤتي، ما رأيك بترك الضيوف في الزفاف و أنا آتي آخذك منذ الآن؟
   
قهقهتُ ضحكةً تتراقص بأركان قلبه تُمتِع أوتاره، فتعزف لحناً شجياً يطرب روحه.
  
-في الحقيقة أحب جو الزفاف، إجتماع النساء سوية في حلقة تضربن الدفوف من الجهيتين و تغنين يعطي بهجة للقلب، تلك الأجواء جد جميلة لا يمكنني الإستغناء عنها
  
عدى الفساتين التقليدية، غير ضيقة و غير كاشفة، قليل أين تجد شابة ترتدي العصري الكاشف.
  
ثم الصبر جد جميل، بيدنا عمرٌ بعد الغد بإذن اللّٰه.
   
طال حديثنا حتى آن وقت الصلاة و راح كلٌ لتأديتها، بعد الفجر فوراً دخلت عليّ أختاي.
   
-صباح الخير.
   
كنت قد صليت و جمعت سجادي و حجابي، رتبت غرفتي كذلك.
   
-صباح الخير.
   
كان نور الشمس لم يصل بعد جيداً فلم تضئ الغرفة بما فيه الكفاية، شغلنا الإضاءة.
   
-هيا الوقت يداهمنا.
   
قطبت حاجبيّ ثم سألت.
  
بماذا تحديدا؟
القاعة تجهزت، الحديقة كذلك، التكيف عالي العال و الحراسة
   
الطعام عمل أبي مع الطباخ، كل ما بقي لدينا تزيننا و مراجعتنا للأغاني.

قاطعني صوت سيلا تدخل و بيدها صندوق هدايا كبير.
  
-قبل ذلك يجب أن تريّ هدايا أصدقاءك.
  
وضعته بجانبي على السرير و أمرتني بفتحه.
  
-لو تعلمين ما سبب لي صندوقك.
  
ضحكت برقة، كم تروقني ضحكتها هادئة مثلها.
  
-تعلمين أن مقدورهم المادي ليس جيداً مع ذلك سخروا رواتبهم لهداياك.
  
إبتسمت بسعادة، هم ليسوا طلابي فقط بل اصدقائي و إخوتي، أنا جد فرحة بهداياهم.
  
-علبة المجوهرات من آرثر أراد أن يهديك أجمل هدية بينهم و أكد عليك لقراءة مكتوبه.
  
لم أفتح هديته أمامهن، عيب أن أخفي عنهن المكتوب، سأفتحها في منزلي عندما أكون وحيدة.
  
-يا فتيات هل لي بالبقاء لوحدي قليلاً، ساعتين بالكثير.
  
عندما أطلب هذا الوقت كله تعلمن أنني سأختلي بربي، لم تسألنني و خرجتن مباشرةً.
  
جلست على الأرض في شرفتي بإتجاه القبلة و أنظر للسماء.
  
حدثت خالقي عز و جل كثيراً أحب أن أخبره بكل أفكاري رغم أنه يدري بها، لكن البوح له يريحني و يطمأنني و يزيد يقيني بعد ذلك به و بقدرته الربانية في معالجتي و شفائي.
  
قمت من مضجعي و جمعت ما سيرسل إلى منزلي اليوم فأخدته لميس و زوجها، ها أنا ذا أطرق باب غرفة والدي.
  
أذِن لي فولجت إليه.
  
-صباح الخير.
  
كان يقرأ كتاباً هو الآخر و يحتسي القهوة، إنها قهوة أمي معروفة من رائحتها.
  
-صباح الخير أبتي.
  
تقدمت إليه و جلست بجانبه، فتح لي حضنه و إختبأت فيه.
  
-هل أنتِ جاهزة؟
  
سألته بحيرة.
 
-لماذا؟
  
رد بنبرة إلتمست فيها الحزن.
  
-لترك منزل والدك، للطيران من تحت جناحي، للإختباء بحضن رجلٍ غيري.
  
كلامه كانت قطرة أفاضت كأس دموعي، بكيت كثيراً
تماسك هو و ضل يهدأني حتى إستكنت بين أضلعه.
  
-ماذا سيقول عني صهري الآن، ورّمت عيون الفتاة الجميلة و أرسلتها لي.
  
ضحكتُ بخجل، لم أتعود على هذا مع والدي، لازلت أراه بعيداً بعض الشيئ عني.
  
بعد دقائق، خرجت من غرفته و لجأت إلى جدي، لم يكن عاطفيا كأبي بل كان مرحاً، لعبنا جولة في لغز و حل سأجربها مع زوجي حتماً، كان وداعاً لطيفاً.
  
إجتمعت بأمي أمس لكن علي الإجتماع بها اليوم كذلك، لعلها تملي عليّ بعض النصائح.
   
-أتيت في وقتي لأساعدك في الفطور.
  
إبتسمت لي بحنان و في أثناء تحضيرنا للفطور كنا نتحدث.
  
-لا تنسي حديثنا أمس حبيبتي، أقول و أكرر
لا تسمعي لهذه و تلك و لا تسمحي لأي أحدٍ كان حتى لو أنا بالدخول بينك و بين زوجك، و لو للإصلاح
  
إعتني به و إهتمي به و أريه كل الحب الذي يستحقه، كوني له أماً و صديقة و أخت قبل أن تكوني حبيبة و زوجة، كوني تلك الروح التي يرتوي منها عندما تجف روحه
  
لا تعانديه في غضبه و لا تقابحيه بالكلام، إذا صرخ إسمعي، و هدأيه بعد سكوته، إسمعيه و إنتبهي لكل لفظٍ يقوله
  
إذا أمر أطيعي و إذا نهى إجتنبي، دليليه و إهتمي بنفسك له قبل أن تطبخي و تنظفي، إحرصي على رائحتك الجميلة طيلة الوقت و لا تدعيه يجد بك رائحة الثوم و البصل و المنظفات
  
مع ذلك لا تنسي نفسك، طالبي بالإهتمام و الحب و التفسح و الهدايا، لا تجعليه يأخذ فقط دون أن يعطي، تدللي عليه و لا تخجلي فهو زوجك
  
متعيه قبل الأولاد عامة و بعدهم خاصة فوقتها يغار و تحتاجين لإبداء الظِعف
  
و أهم شيئ إياكِ و أن تفقدي حرصك على دينك، إياكِ.
  
بسمة صغيرة زينت بها ملامحي، نصائح أمي ثمينة جداً، أمدتني نهى بالبعض و كانت مفيدة جدا كونه أخوها، لكن متزوجة لمدة عشرين سنة نصائحها أثمن و أكثر إفادة.
  
-أمي شكرا جزيلاً لك، حفظك اللّٰه و بارك فيك.
  
قبلت جبينها و حضنتها بقوة، سأشتاق لفعل هذا كثيراً.
   
تناولت آخر فطورٍ مع عائلتي و أنا عزباء، ضيعت الكثير من الوقت و الآن يداهمني.
  
صعدت إلى غرفتي و بدأت رحلة التجهز، تزينت بتبرجٍ ليس بالقوي، و عدلت شعري في تسريحة أنيقة، تركته منفرداً و جمعت بعض الخصلات في إكسسوارات ذهبية.
  
أول لباس و هو فستان جزائري تقليدي، في اللون الرمادي يسمى القفطان، كان مستوراً و جميلاً جدا.
  
رافقته بطقمٍ ذهبي، نزلت إلى الحديقة حيث أُخليت كلها و أخذت عدة صور مع عائلتي.

You saved meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن