حالها كحالِ الصُّم بعد سؤاله، تخشى أن تهجر بإجابةٍ فلا تروقه، مع ذلِك تشجعت و نبست.
-على الأرجح كنت سأخبرك، لكن أمي أتت كما رأيت و سحبتك إلى والدي.
لم يجبها بل ضل محدقا بزرقة عينيها لعله يجد الصِدق بينهما و صادفه بكل جزء.
تنهد مطولا و أسند جبينه على المقود، رفع رأسه و خاطبها بنبرةٍ هادئة ترفقها غصة علقت بحلقه.
-لابُد و أنني لم أتخلص من ضيقي بعد لكن لم أعد منزعجاً منك، آسف لأنني جعلتك تعيشين موقفا كهذا.
!!!!
لما يعتذر فجأة؟
و لما تغير حاله كثيراً بعد المحادثة.
مدت يدها إلى كتفه تنثر تربيتاتٍ براحها.
-أكرم ما الذي جرى فجأة؟
بإستمرارِ المكشلة لوقت أطول لن تُحل، أعِنِّي على تسوية منطقٍ يناسِب كلينا.
أمسك نفس يدها المربِتة و أوسطها لكفيه، ثم قال.
-لا أريد أن أكون متحكما قبل زفافِنا ح..
قاطعته فورا بإستنكار.
-و من أخبرك أن أمرك لي تحكم
من سيساندي لآخر لحضاتِ حياتي و من سيسترني و يسندني، من سيكون محرمي و رجُلي و حافظي من كُلِ من يؤذيني، حضنا و درعا، من سيكون الصديق و الأخ و الزوج و الحبيب
أولست أنت؟
أنت تدري أن تفكير الغربيات الجاهِلات لا يقع علي، و تدري أن أمرك لي حقك، و أخبرتك في الرؤية أن ما تطلبه غير منافٍ لشروطي أنا عليه.
نزل فكه بدهشة لحديثها، من مِن بناتِ الزمن لا يعارِضن أزواجهن على أرآئهم و أوامرهم، و هذه تُطالِب بها.
-يعني لن تنزعجي حقا.وسعت حدقتيها على آخرهما ثم نزلت بِه تهديدا.
-إسمع يا إبن عُمر و اللّٰه إذا طال بِك الحال هكذا تردني لبيتي و لأهلي كأنك لم تجدني قبلاً
ألا تستحي على نفسك بتكرار السؤال بعد ما قلته؟أنْسته حزنه و سوءه و بدلتهما بإبتسامةٍ جذابة علت وجهه مع صوتِ قهقهاتِ خافت، إعتدل بجلوسه لمقابلتها و أمسك كلتا يديها ثم أردف.
-لدي طلب صغير جِداً و سهل كذلك، أريدك أن تغيري محادثاتك مع أصدِقائك، إجعليها محاضرات أو حِصص سمعية لهم
لا أدري إن كنتِ ستتقبلين سريعا أم المسألة تعود للوقت لكِني رجلٌ غيور جِداً، و لعل هذا سيكون عيب علاقتنا فأحياناً تعميني غيرتي.
أنت تقرأ
You saved me
Romantikبينما أسير في ظلماتِ ذلك الرواق هوت نفسي إلى نغمات صوتها الملائكي، ناعِمٌ مثلها لؤلؤتي اللامعة