من الصفر

133 21 4
                                    

8:04
 
فتحت عسليتيها تلقى بهما زوجها المقابل للمرآة، ككل صباح منذ أن عاد إلى العمل.
     
لقد مر أسبوعان على زواج أختها و طيلتهما كان حسام يعمل من التاسعة صباحاً إلى الربعة مساءاً.
   
عدا لقاءات العمل الفرعية و الملفات في حاسوبه، أحيانا يسهر للفجر.
    
إستقامت من مضجعها تسير بخطواتٍ مهملة و نظرات مشوشة الرؤية.
   
حملت سترة بذلته من الكرسي و ساعدته بإرتداءها، وضعت اللمسة الأخيرة لطلته و هي العطر بعد إرتداءه الساعة، و أحد خواتمه في الخنصر.
  
-هل يمكنك العودة أبكر قليلاً اليوم؟
  
رفع حاجبه متعجباً لتوضح.
  
-لا نجلس كثيراً مؤخراً، و في المساء دعانا آدم،
تعال باكراً كي نجلس قليلاً سوية قبل ذهابنا.
   
إبتسم و شغفه بهذه الصغيرة التي تعدل مظهره و خصلات شعره يملئ مقلتيه، إحتضن وجنتيها ثم سألها بمكر، أصبح يرى خجلاً ينتابها آخر فترة.
  
-أفهم أن زوجتي الحبيبة تشتاق لي.
   
تحاشت النظر إليه و إختبأت بين أحضانه، لاطالما شعر أنه أمانها و أنها بحاجة إليه و هذا ما يجعله يرعاها كإبنته قبل زوجته.
   
ربت على شعرها الناعم و هو يصل لمنتصف ظهرها.
   
-حسناً أملي، ما رأيك أن تجهزي نفسك قبل الثالثة لآتي و أصطحبك إلى مكان ما، التسوق مناسب؟
   
هزت رأسها عدة مرات و شددت على حضنه، فهم أنها تشكره بحضن آخر.
    
رفع وجهها تقابله، قبل جبينها ثم وجنتيها و ختم وداعها بسلب بعضٍ من شفتيها، لعل ما أخذه يشحن طاقته و يساعده على العمل.
   
-إنتبهي على نفسك و لا تجهديها، أحبك.
     
ودعته هي ببسمة هادئة ترسمها على شفتيها، أفلتها و خرج من الغرفة لتعود إلى الفراش، ستكمل شوط نومها لا محالة، على الأقل ثلاث ساعات بعد.
    
رن هاتفها بجانبها لترد دون النظر للمتصل، لم تتحدث تنتظر سماع شيئ و لم يصلها، إستغربت فتفقدت من لتجد رقماً غريباً، لم تتحدث كذلك ثم أغلقت الخط عندما طالت المدة.
   
من هذا المغفل الذي يتصل و يصمت، ألا يزال بشرٌ مثلهم يتواجدون على سطح الأرض.
   
لم تُعر الموقف إهتماماً و عادت إلى النوم.
     
مر الوقت و ها هي تسير رفقة زوجها بين المحلات في المركز التجاري، كانت أغلبها للملابس و الأحذية، لم تشتري الكثير كونها ليست شغوفة بهم، لكن في المجوهرات قبل قليل لم تقصر.
  
إشترت عقديّ ألماس ليسا بالهينين، و أهداها هو خاتماً، إضافة إلى طقم و ثلاث أسوار فردية.
   
كذلك العطور أنفقت الكثير بهم، إقتنت سبعة قوارير تختلف نوعياتهم، كما زوجها إشترى العديد و العديد من الساعات.
  
آخر محطة لهما بذلك المركز كان محل مساحيق و مواد التجميل، كل شيئ يخص البشرة عموماً و لأنه مكتض بالنساء طلبت من الإستراحة رفقة الأكياس في المقهى المقابل و لن تتأخر.
   
لكن بمجرد دخولها نسيت نفسها و أخذ تبتاع من هذا و ذاك و تجرب، لم يكن بالتبذير لكن تعودت على العناية ببشرتها و إنتهت مؤونتُها التي أخذتها إلى بيتها.
    
التسوق كانت فكرة جميلة.
   
فجأة بينما تختار من المنتجات، توقفت بجانبها سيدة أو شابة كانت تتحدث في الهاتف على ما يبدو مع صديقتها، لم تقصد إستراق السمع لكن كانت بجانبها و لحقها رغماً عنها.
    
-هو لا يهتم سيلفا، ليست أشهر أو سنة سبع سنوات و أنا أحاول جذب إنتباهه، ثم ماذا؟
  
إهتزت أنفاسها ساخرة تواصل.
  
-ثم تزوج، و مِن مَن أخت صديقه، لو ترينها
أنا أجمل منها بكثير حتى جسدي أفضل
   
كل يومٍ تمر عليه الأجسام المثالية و المثيرة و مع ذلك لم يلمس أي واحدة، ذهب إلى فتاة تبدو أنها تربت في الريف و تزوجها
   
غبي و أحمق.
  
صمتت لبعضٍ من الوقت تسمع ما تقوله صديقتها ثم أجابت.
  
-أعلم، أعلم أنني غبية و خرقاء لأنني أحبه، سأفعل الكثير و سيصبح لي و أول خطوة التخلص من تلك الزوجة الصالحة.
   
إكتفت أمل من الإنصات و فضلت الإبتعاد، خيفة من أن تؤثر هاته الأقاويل عليها.
  
لا تدري و لكن شعرت أنها تُقصد بهذا الحديث، هي ليست خارقة الجمال و لا متناسقة البدن لدرجة إثارة كل رجل يمر عليها.
  
عدا ذلك و في حفل أختها عندما رأت العاملات بشركة أخيها و أجسامهن دهشت، كأنهن عارضات أزياء لكل منهن قامة أجمل من الأخرى.

You saved meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن