إستوقفها صوت أبيها السائل لربه.
-اللّٰهم أصلح بيننا، اللّٰهم لا تجعل في قلبها حبة بغضٍ أو سوءٍ إتجاه والدها، اللّٰهم أرح قلبها و روحها مني، يا رب إن كان موتي يُريحها فخذ روحي و أرحها
ظلمتها و أخطأت بحقها فيا ربي إغفرلي و إقتص لها مني.
إرتجفت أوصالها و كذا نبضاتها، أيعقل أن هذه المنجاة لأجلها، تشجعت و رفعت صوتها تناديه.
-بابا.
إستدار الأخير لوراءه فحضنها بين جفنيه بشوقٍ شعر أن هذه اللحضة، آن الأوان و ستسامحه إبنته.
إبتسم بألمٍ و قد تسابقت الدموع لترسو على جفنيه،
لم تخيب ظنه و همت إلى حضن والدها، حيث جلست على الأرضِ و إرتمت به.
-آسفة بابا، أعتذر بشدة، لقد غفِلت و أعمتني الغفلة مهما يكون فأنت والدي، سامحني أرجوك.
حاوط الأكبر إبنته و إبتسم برضى يحارب دموعه التي أوشكت على السقوط.
-لا بأس طفلتي، دعينا نترك ذنبنا خلفنا و لنتقدم نحو علاقةٍ تأسرها سلاسِل حديدية متينة.
رفعت رأسها عن حضنه بعد فترة من البكاء، قبلت جبينه ثم ظهر يده و كررت إعتذارها.
صلى بها ركعتين و إنتقلا نحو غرفته، أين أمدته الصغيرة بالدواء ثم إنتظرت نومه و فرت إلى غرفتها، بما يقارب منتصف الليل.
أقبلت للحمام و إغتسلت ثم خرجت بمنامة صوفية على شكلِ فستانٍ وردي يغطي البعض من فخضها، سارت نحو سريرها و دفنت بدنها بينه و البطانية.
ثم أمسكت هاتفها تتفقده قبل نومها و تضبط منبهاً، تحسبا لعدم فطنتها قبل الفجر.
لاحظت رسائِل أكرم العديدة و إتصالاته، أضاعت تماماً أنها طلبت منه مراسلتها.
فتحت كومة الرسائِل أولا فوجدت الأولى.
-'قد وصلت'.
بعد ساعة أرسل غيرها.
-'خيرٌ لؤلؤتي، أمن بأس؟'
'ردي فور رؤيتها'.
نزلت فوجدت بعد نصف ساعةٍ أخرى نص رسائل عبر فيها عن قلقه مثل.
-'إتصلت بك، لما لا تردين؟'
'لقد قلقت حبيبتي، ردي سريعا
على الأقل طمينني و عودي لما يشغلك'.
إبتسمت ببلاهةٍ و هي تتأمل رسائله، التي تخيلت من خلالها وضعه و نبرته في سؤالها و الإطمئنان عليها.
فتحت سجل الإتصال و ضغطت إسمه الذي تصدر القائمة.
لم تنتهي أول رنةٍ حتى رد و هتف بها صارخا.
-ماذا كنتِ تفعلين و أين كنتِ؟
أحاوِل التواصل معك منذ ساعة ما بالكِ؟
رغم أن نبرته مالت للغضب إلا أنها إستشعرت القلق الذي بها أفضل.
-إهدأ قليلاً، لقد كنت مع والدي و لم أطلِع على الهاتف.
صُدِم بعض الشيئ فهو يدرِك مدى سوءِ علاقتها بوالدها، عدى أنه غاضب و تمكن منه الشيطان.
-أتمازحينني؟
منذ متى تجلسين مع والدك، و ستجلسين ساعتين يا إلٰهي، رضيَ عنكِ فجأة؟
إنزعجت الصغرى من كلامِه كثيرا فقد تناول نبرة إستهزاءٍ في حديثه.
-وضح قصدك؟
لم يكن سؤالها منشطا لذهنه و روحه بل زاده عميانا.
-سؤالي واضح، ماذا كنتِ تفلين و أين؟
نفس النبرة الجادة و الحادة إنطلقت من فاهِ لوليا في ردها.
-في البيت مع والدي نتحدث، تصبح على خير.
أغلقت الخط و رمت بالهاتِفِ جانِباً ثم عدلت نفسها بموضعها و أخذت تستغفر و تذكر اللّٰه قبل نوما إلى أن سبحت في سباتٍ عميق.
♡♡
أنت تقرأ
You saved me
Romanceبينما أسير في ظلماتِ ذلك الرواق هوت نفسي إلى نغمات صوتها الملائكي، ناعِمٌ مثلها لؤلؤتي اللامعة