ألقت السلام للجهتين تختم الركعة الثامنة من النوافل بعد الظهر، هذه الطريقة الوحيد للتنفيس عن روحها الغضبى.
وصلها صوت باب الغرفة و هو يغلَق، علمت أنه زوجها، وقفت تنزع حجاب الصلاة أما هو فيسير نحوها.
شعرت بيديه تحيطان ذراعيها و تلتفان حول بدنها، يجتذبه إليه و يضع ذقنه على كتفها و يحشر وجهه في تجويفة عنقها.
-لازلت غاضبة؟
تجاهلت سؤاله تحافظ على سكونها، هذا ما كان يراه أما هي فتحارب دموعها بأقصى ما تنلك من قوة كي لا تنزل.
-لم أقصد ما قلته، أنت تعلمين أنني أنسى نفسي إذا غضبت.
هو لا يعتذر حتى و كأنه لم يفعل شيئ، فصلت يديه عنها و إتجهت إلى السرير دون النظر نحوه.
-Alexa close the curtains.
أُسدِلت الستائر تلقائياً بعد أمرها، نزع الرجل سترته ثم دخل إلى حجرة الثياب، إكتفى بسروالٍ قصير و عاد لفراشه يحتمي من المكيف بلحافٍ خفيف بجانب زوجته.
كانت تناوله ضهرها فأحاط خصرها و قربها إليه يحصرها بين ذراعيه، هي تعلم أنه إذا ضمها لا تستطيع الإفلات فلم تحاول أصلاً، يكفي أنها متعبة بسبب الزكام.
-آسف حبيبتي لم أمسك لساني في تلك اللحضة لكن حقاً لم أقصدها.
لم يدم صمتها طويلاً و قررت الخروج عنه، رغم الغصة المسموعة بصوتها.
-كنت سأعطيك الحق في قولك لو رأيتني أستلم منه الهدية بنفسي و أقابله بالبسمة و القهقهة، لكن حقاً قطعت علاقتي بهم جميعاً حتى حصصنا أصبحت صوتية فقط
ثم تتهمني أنني من أحبب وجودهم حولي.
نزلت دموعها في آخر ما نبست به، لم تتحمل منعهم أكثر تلك الجملة وصفت كل ما قصده و ما شعرت به.
أدارها إليه فقابلته دموعها الغزيرة، كل ذلك بسبب عبارة لم يقصدها منه.
إنقبض حاجباه بغضبٍ من نفسه، كيف له أن يحزن هذه الأعين البريئة.
رفعت يديها لمسح جواهرها فمنعها يفعل ذلك عنها و يخاطبها بنبرةٍ مهزوزة متأسفة.
أنت تقرأ
You saved me
Romanceبينما أسير في ظلماتِ ذلك الرواق هوت نفسي إلى نغمات صوتها الملائكي، ناعِمٌ مثلها لؤلؤتي اللامعة