في تلك الغرفة الكبيرة ، جدرانها البيضاء مزينة بلوحات جميلة ، مكتب كبير موجود في الغرفة ، عليه اوراق عديدة ، مع مكتبة على الجانب ، و هناك اريكتان بجانب المكتب مع طاولة متوسطة الحجم بينهم ، هدوء تام في الغرفة لا يسمع سوى صوت توقيع بالقلم .
كان رجل كبير في العمر قليلا ، و لكنه ما زال يمتلك بنية قوية و كأنه في أوج شبابه ، كان جالس خلف المكتب و يقرأ بعض الملفات و يوقع بعض الصفقات ،
تنهد بخفة يدلك صدغه بسبب الالم من صداع الرأس ،الذي يداهمه بسبب فرطه في العمل ، يحاول أن ينسى ألمه قليلا في شغل نفسه بالعمل ، اخترق سكون المكان طرق الباب .فقال الرجل الكبير في العمر :
"ادخل "
دخل شاب يبدو عليه بالثلاثين من العمر ، كان قوي البنية و طويل القامة ، شعر اشقر كلون العسل ، و أعين زرقاء كالبحر الصافي ، تقدم الشاب من المكتب و جلس على الكنبة و قال :
" صباح الخير يا ابي "
ترك الرجل الكبير بالعمر ما بيده و وجه نظره الى ابنه و قال :
" صباح الخير أندريه "
ناظر أندريه والده هو ينهك نفسه بالعمل ، و هو خير من يعلم بأن أبيه يتألم ، و لكن ليس الم جسدي ، بل روحي ، أخذ نفس بضيق بسبب حالة والده و قال :
" ابي يكفي عمل ، انت تنهك نفسك كثيرا ، كلنا حزينون بسبب ما حدث رغم مرور ثمانية عشرة سنة ، و لكن نحنا لم ننسى ليوم واحد ما حدث "
امتئلت أعين الرجل بالدموع ، و لكن لم يدعها تسقط ، اخذ كأس الماء الموجود أمامه ، و شربه كله دفعة واحدة يبلل حلقه و قال :
" ان تعلم أندريه ، أنني لا أستطيع توقف عن التفكير في ما حدث ، لو انتبهت أكثر لما خسرت أغلى ما املك يا أندريه ، هل تعلم أن عيد مولدها كان منذ اسبوع ، لو كانت بجانبي كنت سأحتفل بها انا و اخوتك ، لقد اشتقت الى اميرتي كثيرا "
انقلبت ملامح أندريه إلى الحزن ، هو يعلم أنه كم هو حزين ، هو و إخوته السبعة ، هم بحثوا كثيرا و لكن لم يعثروا عليها ، حتى هم لا يعرفون إذا هي ميتة ام لا ، يا ليت يعلمون فقط حتى لا يكونوا بكل هذا التخبط فقال أندريه إلى والده مغير الحديث كله :
" ابي أن اجتماع قادة المافيا لقد حدد بعد شهران من الان ، هل يجب علينا التحرك "
انقلبت نظرة في عينين الرجل الكبير ، نظرة ميتة خاوية من الحياة و قال :
" إذن سنريهم الجحيم عند انتهاء الاجتماع ، كل سيدفع الثمن غاليا ، هل عاد التوأم من روسيا ام لا "
شابك أندريه يديه و نظرة حنونة ظهرت على وجهه و قال :
" ليونارد و ادولف ، اولائك الحمقى لا اعلم هل هم مختلون ام لا ، هل تعلم ماذا فعلوا بمساعد المافيا الروسية ، جعلوه يرتدي ملابس راقصة و يرقص ، و نشروا فيديو له على مواقع التواصل ، و بعدها قتلوه بطلقة واحدة فقط بهذه السهولة "
أنت تقرأ
اميرة المافيا المفقودة
Mystery / Thrillerساندرا مارتيني فتاة تبلغ من العمر ثمانية عشرة سنة . عاشت سنوات حياتها في تعذيب من قبل والديها، حياة كالجحيم حاولت عدة مرات بالانتحار و لكنها تفشل بكل مرة ، مما سبب لديها أمراض نفسية ، و لكن ما لا تعلمه أنها مختطفة من عائلتها من قبل والديها المزيفين...