[رسالة واردة بتاريخ ؟؟/؟؟/؟؟؟؟
المرسل: مجهول
أتمنى أن تكوني على ما يرام، شكراً لك على اقتراحك، يجب أن أبحث عنه وأقرأه. أخبريني ما هو نوع الأفلام التي تحبينها، دعيني أخمن ربما تكون الأفلام العاطفية؟].
***
فتحت سالي عينيها في الصباح الباكر، لم تنم الليلة الماضية بسبب التفكير وتأنيب الضمير، كانت تعلم أن والدتها تأثرت بسبب اسلوبها الجاف الذي تبنته أثناء الحديث معها، تأملت الساعة بجوارها، كان هذا وقت ذهاب والدتها إلى العمل. عملت والدتها لمدة 30 سنة في شركة الكهرباء دون كلل أو ملل على مدار تلك السنين، حتى وصلت إلى درجة لا بأس بها، ولكن مع وجود طفلتين كان الأمر مازال صعباً، رغم كل ذلك، كافحت المرأة لتوفير حياة كريمة لطفلتيها، وقد نجحت في ذلك بالفعل، لم تتذكر سالي أن والدتها قد غابت عن عملها يومًا لتستريح في البيت بإرادتها الخاصة، إلا في أوقات المرض، غير ذلك كان تستيقظ كل يوم الساعة السادسة صباحاً تجهز الفطور لها ولشقيقتها، وتذهب إلى عملها بعد إيصالهم إلى مدارسهم، والآن، كانت تسمع والدتها تتحرك خارج الغرفة، تجهز نفسها للذهاب إلى العمل كما اعتادت طوال حياتها، لا جديد، أمها هي أمها لم تتغير أبداً. تلك المرأة الهادئة جداً التي لا تنفعل إلا في أندر الأوقات، حرمت نفسها من ملذات الحياة لأجل طفلتيها. ارتدت أرخص الملابس وبخلت على نفسها إلى أقصى حد، لكي توفر احتياجاتهما وتعوضهما إحساس النقص. تقلبت سالي في سريرها وهي تشعر بعدم الراحة في ترك والدتها تذهب إلى العمل دون أن تصالحها وتراضيها. وقبل أن تنهض من سريرها بلهفة، سمعت صوت باب الشقة يُغلق ليغلق في وجهها فرصة مصالحتها في أسرع وقت. رحلت السيدة سهام وتركت سالي تشعر بالذنب وبتأنيب الضمير الشديد.
***
في الظهيرة كانت سالي تتفقد بعض الكتب في مكتبتها الصغيرة، بينما هاتفها يرن منذ دقائق، ولكنها كانت تنظر إليه من حين إلى حين وتتجاهله، لم بالرغبة في الرد علي هذه المكالمة الآن، حتى مرت نصف ساعة واقتحمت شقيقتها غرفتها وهي تمسك الهاتف قائلة بهمس:
"سالي بابا يريد الحديث معك!".
نظرت سالي إلى اختها بضيق ثم التقطت منها الهاتف:
"بابا أنا سالي".
"حمداً لله على سلامتك يا سالي، متى عدتي؟".
"شكراً، رجعت بالأمس، فقط إجازة لمدة أسبوع".
كان هناك صمت على الطرف الاخر لمدة ثوانٍ، قطعه صوت والدها الهادئ وهو يسألها:
أنت تقرأ
الـمنزل
ChickLitفي عالم يعجّ بالصراعات والأحلام المحطمة، تقرر سالي، الطبيبة الشابة، أن تتخلى عن كل ما أنجزته في مسيرتها الأكادمية. خطوة جريئة تترك بها المستشفى خلفها، لا بحثًا عن الراحة بل عن شيء أعمق. تتقاطع خطواتها مع منزل كبير يحتضن أرواحًا صغيرة بلا أهل، تحت رع...