الفصل الثاني والعشرون

214 24 15
                                    

"أصبح عندي الآن بندقية" هي أغنية الفصل الثاني والعشرون.

نظرت إليه سالي بوجهٍ شاحبٍ تحت تأثير نظراته الباردة، وهو لم ينتظر منها رداً، بل صرح:

"كنت تعلمين بأمر فرح منذ اليوم الأول الذي جئتِ فيه إلى هنا، اليوم الذي رجعت فيه من السفر ووجدتكما في العيادة".

في كل مرة كان خالد ينطق بتصريح، كان يزداد يقيناً أن سالي كانت على علمٍ مسبق بما يخص فرح:

"فسري لي يا دكتورة لم تخبريني بأمرها على الرغم من سؤالي لك؟ برؤيتك اليوم وأنت تتجنبين النظر نحوي عندما رأيت معصم فرح، صرت متأكد من علمك".

سمعت سالي تساؤلاته وهي تشعر بالذنب الشديد، فقال مؤنباً ضميرها أكثر:

"بصدق، لقد وضعت كامل ثقتي بكِ، وطلبتُ منكِ أن تعتني بها، لا أصدق أنك كنت تخبئين عني هذا السر وقد كانت الفرصة متاحة لك دائماً لمصارحتي".

"مستر خالد، من فضلك، أمهلني فرصة لأشرح لك".

قاطعت سالي حديثه، محاولة منع المزيد من الاتهامات، كان وجهها منخفضاً قليلاً، فرفعت عينيها الصادقتان المذنبتان، ونظرت إليه بنظرات تحتية، قائلةً بصوتٍ منخفضٍ أجش:

"أعلم أنك طلبت مني من قبل أن أصارحك لو كان هناك أمراً لا تعلمه عن فرح، ولكن..".

تأملته لثوانٍ ثم أكملت:

"لكن، كانت لدي أسباب حالت دون مصارحتك".

وقبل أن تُدلي سالي بأسبابها قاطعها خالد بدون صبر:

"ما هي الأسباب التي دفعتكِ إلى إخفاء سر يخص أحد الأطفال، خاصة وأنك مجرد موظفة هنا في المنزل".

كتمتها سالي في نفسها، ونظرت إليه قائلة وعينيها تلمعان بالعصبية:

"أنا دكتورة يا مستر خالد، ولا يجوز أن تتحدث معي بهذا الاسلوب دون أن تعطني الفرصة لأشرح لك أسبابي".

نظر خالد إليها للحظات، نبرة صوته لم تتغير، لكنه كان واضحاً في استيائه. تنفس بعمق وقال ببرودٍ يكتم غضبه:

"سواء كنتِ دكتورة أم لا، هنا، أنتِ موظفة تحت إدارتي".

أشار بسبابته للأسفل قاصداً المنزل، وأكمل:

"وأي سر يخص فرح أو أي طفل في هذا البيت هو أمر لا يخصك وحدك. الآن، إذا كان لديكِ ما تقولينه، فقولي، ولكن لا تتوقعي أن أثق بكِ".

ظل ينظر إليها بعينيه الجامدتين، منتظراً جوابها. فقالت سالي وهي تنظر إلى عينيه مُباشرة:

"فرح أخذت عليّ عهداً ألا أخبر أحداً منكم مؤقتاً، كانت خائفة من فقدانكم الثقة فيها، أنت بالطبع والسيدة أنيسة".

الـمنزلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن