الفصل التاسع

192 26 5
                                    

ظلت سالي طوال الليل بجوار ماريا المريضة، والتي كانت حرارتها تنخفض بمرور الوقت، وعندما انتابتها الراحة من تحسن الطفلة، ولم تعرف كيف سقطت في النوم على الأريكة. استيقظت الساعة السابعة على صوت الطفلة التي تتحدث بكلام غير مفهوم، فتحت سالي عينيها بتعب ولمحت الطفلة تقف في سريرها الصغير في محاولة يائسة لتخرج منه، نهضت سالي بسرعة، وحملتها، كانت جسد الطفلة مازال دافئ ولكن الطفلة تشع بالحيوية، على الرغم من الإرهاق الباد على وجهها من أثار الليلة الماضية:

"حبيبتي ماريا، يبدو أنها أصبحت بخير".

نظرت إليها الطفلة بحيرة، ثم ابتسمت ابتسامة خجولة، وكأنه تم مدحها على إنجاز قامت به، فوضعت رأسها الصغير على كتف سالي حتى لا ترى خجلها اللطيف. أخذتها سالي لتأخذ حماماً بعد هذه الليلة المليئة بالكمادات والعرق، وبينما وهي تغسل جسدها الصغير، دخلت عليها السيدة أنيسة وبرفقتها منى، وفور رؤية ماريا لهم، رفعت يديها بفرح حتى يحملها أحدهم، ولكن السيدة منى تقدمت وساعدت سالي في تحميم الطفلة، تراجعت سالي وتركت الأمر لها ثم وقفت بجوار السيدة أنيسة التي تقف بابتسامة، وقالت:

"صباح الخير".

"صباح الخير حبيبتي، يبدو أنك لم تأخذي قسط كاف من النوم، هذه الصغيرة أرهقتك".

ابتسمت سالي:

"على الإطلاق، لقد كنت سعيدة بهذه التجربة، كانت موترة قليلاً ولكنا مرت على خير".

ابتسمت سالي بمرح وقالت:

"كما أنني غيرت حفاض طفل لأول مرة في حياتي".

ضحكت أنيسة وقالت مازحة:

"إذا أنت جاهزة لتكوني أسرة".

نظرت المرأة إليها بغموض، ثم تقدمت إلى الطفلة الصغيرة وهي تُلاغيها:

"حبيبتي هيا لنذهب إلى أبيه خالد؟".

فور سماع الطفلة أسم خالد رفعت يدها بحماس، ولم تمر عشر دقائق وكانت الطفلة نظيفة وجاهزة للنزول، لم ترغب سالي في مرافقهم، بل اعتذرت عن مشاركتهم الفطور بسبب إرهاقها، وتفهمت أنيسة وضعها، وقبل أن يخرجوا من الغرفة التفتت السيدة أنيسة إلى سالي:

"سالي، غداً الجمعة سيكون يوم رياضي، احرصي على ارتداء ملابس رياضية".

ذهبت سالي إلى غرفتها لتأخذ قسطاً من الراحة بعد تلك الليلة الطويلة، وهي تفكر في اليوم الرياضي الذي أخبرتها عنه أنيسة. نامت على سريرها وتأملت السقف بوهن، وبينما وهي مستغرقة في التفكير، جاءها إشعار على هاتفها، كانت من الرسائل التي تصلها يومياً، فتحت الرسالة مجهولة الهوية كانت على البريد الشخصي الخاص بها وليس على منصة الرسائل، وهذا معناه أن المرسل لا يريد أن تظهر رسائله بين رسائل الآخرين وكانت:

الـمنزلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن