الفصل السابع عشر

140 23 9
                                    

[رسالة واردة بتاريخ ؟؟/؟؟/؟؟؟؟

المرسل: مجهول

في الواقع لست قارئ نهم، لذلك لا أفهم جيداً تأثير القراءة علينا من الأساس. بالمناسبة قمت بطباعة هذا الكتاب الذي رشحته لي، "التصور الابداعي" قرأت منه القليل، وأعتقد أنه كتاب مثير للاهتمام على الرغم من صغر حجمه، أحببت فكرته وتركيزه على استخدام الخيال بشكل إيجابي وواعي لتحقيق الأهداف والرغبات في الحياة. ولكن هل قراءة مثل هذا الكتاب وغيره من الكتب يساعد على التعافي من الاكتئاب؟ هذا سؤال لا أعرف إجابته. في الواقع لقد أخذ مني الاكتئاب كثيراً من أفكاري، وثباتي العقلي، حتى من حياتي الشخصية. في أوقات كثيرة أقف على الهاوية وأشعر بأن قدماي تأخذاني لأقفز، فربما أجد الخلاص في هذه الخطوة. أنا أعلم تماماً أن هذا تقليل من شأن حياتي، ولكن ما هو شأن حياتي؟ أنا شخص حياته بلا جدوى، بلا قيمة، وأحيانًا أشعر بأنني مجرد عبء على نفسي وعلى الآخرين. يبدو أن كل شيء ينهار من حولي، وأنني فقدت القدرة على رؤية أي ضوء في نهاية هذا النفق المظلم. لكنني أريد أن أكون صادقًا معك، هذه الأفكار التي تراودني قد تكون نتيجة هذا الاكتئاب القاسي الذي يأكل من داخلي. إن الألم الذي أشعر به حقيقي وقاسٍ، لكنني أحاول أن أتمسك بأي شيء يمكن أن يساعدني على البقاء. ربما تكون هذه الرسالة هي محاولة أخيرة لأقول لنفسي إن حياتي تستحق المحاولة. ربما يكون لدي هدف لم أكتشفه بعد، وقيمة لم أتمكن من رؤيتها في خضم هذا الظلام. قد تكون حياتي بلا قيمة في عيني الآن، لكنني أريد أن أؤمن بأن هذا الشعور ليس الحقيقة الكاملة. أريد أن أصدق أن هناك أملًا، حتى لو كان بعيدًا، وأن حياتي تستحق أن أبحث عن هذا الأمل وأتمسك به بكل ما أوتيت من قوة].

***


كانت فرح في غرفتها تتصفح هاتفها وهي تراقب اخوتها التوأم الصغار الذي سقطوا أخيراً في نوم عميق بعد شد وجذب طفولي انتهى بالنعاس، ثم النوم في أحضان بعضهم البعض. وبالطبع ليلى سقطت في النوم منذ ساعة. وضعت فرح هاتفها بجوارها واستعدت هي أيضاً للنوم، وما إن أغمضت عينيها سمعت طرقاً على باب غرفتها، استغربت الفتاة ونهضت من سريرها وهي تتساءل عن هوية الطارق. فتحت الباب لتجد أبيه خالد يقف أمامها. نظر خالد إليها بصراحة مباشرة، ومع ذلك شعرت الفتاة أن هناك بعض التردد في نظراته. سمعته يسأل:

"هل أزعجتك؟".

"لا أبيه، هل تحتاج إلى شيء؟".

"أردت فقط الاطمئنان عليكم".

جاء الرد عليها بطيء وغير مفهوم، مما زاد من حيرة فرح، فلم يكن في قاموسه أن يطرق عليهم الباب أو يدخل غرفهم، خاصةً في الليل. ردت فرح عليه ورأسها يميل بحيرة:

"نحن بخير يا أبيه، ولكنك لا تبدو كذلك، هل تريد أن تدخل؟".

نظر خالد إليها بتشتت شاعراً بالندم لإزعاجها في مثل هذا الوقت، وقال وهو يرى التوأم وليلى مستغرقين في النوم:

الـمنزلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن