وقف خالد أمام سالي التي تراجعت بضع خطوات إلى الخلف بارتباك، ولأنه تعود على رد فعلها المتوتر قال برفق:
"هل تسمحين لي أن أتحدث معك قليلاً؟".
تلعثمت سالي وهي تفسح له المجال وهي تقول:
"بالتأكيد مستر خالد، تفضل".
أضاءت الغرفة مرةً أخرى بينما دخل خالد مُتأملاً المكان من حوله وكأنه يدخله لأول مرة، جلس براحة أمامها في نفس المقعد الذي جلس عليه حسن منذ قليل والذي لم يبرد من حرارته. وجلست سالي مرةً أخرى على مقعدها وهي تستعد لمواجهة أخرى ولكن جديدة من نوعها، فهي لم تتحدث مع خالد بشكل مباشر إلا مرات قليلة جداً وبشكل سطحي. تأملته وهي تتجه إلى مقعدها، كان يبدو مرتباً ومرتاحاً في ملابسه الرياضية التي تراه يرتديها لأول مرة منذ وصولها. تحدث خالد فور جلوسها:
"أعتذر عن ازعاجك في مثل هذا الوقت".
تهربت نظرات سالي من مواجهته:
"لا مشكلة".
"هل حسن بخير؟".
"كان يشعر ببعض الإرهاق بعد المجهود الذي بذله اليوم".
كذبت وهي تشعر بالذنب، فرد عليها خالد بهدوء وهو يتجنب النظر إليها أيضاً:
"جيد".
مرت لحظات صمت، ثم رمقها خالد بنظرة مباشرة وهو يقول:
"أرى أنك علاقتك بالأولاد تتعمق بشكل كبير".
كان صوته هادئ، وعلى الرغم من ذلك شعرت سالي من أعماقها أن هناك اتهام بالنظر إلى نظراته المريبة المليئة بالشك، فردت عليه بارتباك وهي تخفي كفيها المتشابكين تحت المكتب:
"أحاول أن أصادقهم بما أننا نتشارك نفس البيت".
"هذا مريح".
تابعها خالد وهي تخفي كفيها، وتذكر اليوم الذي أوصلها فيه لموعدها المهم، فسألها مباشرةً:
"دكتورة سالي هل هناك أمر ما لا أعلمه؟".
برد جسدها وقالت في نفسها:
'هو يعلم'.
أدرك خالد بسرعة أن هناك بالفعل أمر ما، فرفع حاجبة يحثها على الحديث، قالت سالي بسرعة:
"أمر مثل ماذا؟".
"مشكلة لها علاقة بالأولاد".
صمت لوهلة ثم أكمل:
"مثلاً".
سألته سالي ونبضات قلبها تتسارع:
"لماذا تعتقد هذا؟".
أجاب خالد ببساطة وثقة:
'أنا لا اعتقد، أنا متأكد أن هناك أمر ما لا أعلمه".
أنت تقرأ
الـمنزل
Chick-Litفي عالم يعجّ بالصراعات والأحلام المحطمة، تقرر سالي، الطبيبة الشابة، أن تتخلى عن كل ما أنجزته في مسيرتها الأكادمية. خطوة جريئة تترك بها المستشفى خلفها، لا بحثًا عن الراحة بل عن شيء أعمق. تتقاطع خطواتها مع منزل كبير يحتضن أرواحًا صغيرة بلا أهل، تحت رع...