أسوء الكوابيس

7 0 0
                                    


كانت ماري قد غابت عن الوسط ، بين العمل و المكتبات ... أرادت التعرف على الاسلام بنفسها... فاعتزلت الجميع بمن فيهم يزن الذي لم تره منذ الزفاف، كل يوم تستيقظ لتصلي جميع صلواتها من الفجر إلى العشاء ... تعلمت الصلاة اولا ثم القرآن.. كان صعبا جدا .. النطق اولا ثم المعاني .. لم تفقه شيئا فاستعانت بالتفسير.. كانت تقرأ صفحة وتفسرها... اشترت حجابات لكنها لم ترتد أحدها.. لم تجد الشجاعة بعد ... كل يوم تسهر على حاسوبها تكتب اسماء كتب دينية و أسئلة تجد صعوبة في فهمها ... تخرج باكرا الى المكتبة العمومية تجلس لتدرس هناك لساعتين.. تأخذ كتبها وحاسوبها لتعود إلى المحل تلازمه لساعات بين خدمة الزبائن و الدراسة لتعود إلى المنزل في تعب مع السادس مساءا ... تأخذ حماما تجهز وجبة خفيفة تصلي ماتبقى لها من صلوات وتقرأ صفحات من القرآن وتفسرها.. مع الوقت كانت تقرأ ما يزيد عن ثلاث صفحات في اليوم .. تكمل قراءة الكتب و حل الأسئلة حتى تصلي العشاء ثم تسهر مجددا مع حاسوبها و تكتب اسماء كتب جديدة .. وتكرر روتينها كل يوم ... التحقت في الأيام السابقة إلى مسجد للنساء ... في تلك المدة نست يزن كليا .. كانت تريد ارضائه ليتزوجها الا انها ما ان فتح باب الدين حتى نست من فتحه لأجلها... اصبح كل حياتها... بينما هو اشتاق اليها ... الا ان شيئ يمنعه من التحدث اليها ...بداية كان غاضبا من تصرفها... ارسل لها ذلك الفستان لكي لا تتحامق وترتدي ما يزعجه .. ارتاح عندما وجدها ترتديه في الحفل ، اوصلها بعد الزفاف الا أنهما لم ينطقا بحرف.. و هاهو الاسبوع الثالث يمر بدون اتصال واحد .... تحول غضبه إلى خوف... خوف من ان تتركه أو تنساه.. كانت تسأل عنه كل حين تذهب لرؤيته.. أما الان كل شيئ اختفى مرة واحدة !!! كل ما عودته عليه... بعد اسبوع بدأ يراقبها.. حرص على ان لا تنتبه له لكي لا تتهمه بعدم الثقة ، كانت تبدو بخير .... كانت منشغلة.... منشغلة عنه!! تستمر التنقل من المكتبة إلى المحل.. تحمل حقيبة حاسوبها وبعض الكتب... تلتهي بهم طوال اليوم .... هل تلك الكتب هي ما تشغلها عنه ..... أراد الدخول وتمزيقها على رأسها لكي تحرم الابتعاد عنه ..... تفاجئ بعد أيام من رؤيتها تلتحق بمسجد للنساء.. ثم مدرسة قرآنية.. هل نسته حقا؟؟.. تسلل الرعب إلى قلبه.. وماذا لو ؟؟ هز رأسه لينفض تلك الفكرة . استغفر ونهض ليصلي ركعات لربه.. يدعوا فيها ان تكون من نصيبه.....

جلس كالعادة في المطعم المجاور لمحلها.. تأخرت اليوم في فتحه ... هل هي بخير .. تردد هل يذهب للتأكد من سلامتها أو يصبر قليلا ... كان يحاول إيجاد سبب لرؤيتها وذلك سبب جلوسه في المطعم.. التفت الى الظل الذي ظهر على طاولته

يزن : آنسة ملك اليس كذلك ؟

ملك بابتسامة : جيد انت تتذكر اسمي .

يزن : مرحبا بك ، ماذا تشربين ؟

ملك : انا جائعة

يزن بتفاجئ : ماذا ؟؟

المتجولة .... خبايا الاحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن