في الجهة الاخرى من العالم

27 3 0
                                    

في قاعة احد القصور الفخمة ، اجتمعت شخصيات من ارقى العائلات العريقة والنبيلة ، نساء ورجال ، امتلئت القاعة حتى آخرها ،الا ان امتلائها لم يكن بسبب حفلة او ماشابه ، لم يكن هناك عشاء فاخر بل قطع حلويات سادة فقط للضياف ، لا موسيقى أو ورود أواضواء زينة ، لا فساتين ولاتفاخر ببذلات المصنوعة خصيصا من اسبانيا او فرنسا ، انتشر الهمس بين الحضور يتأكدون من صحة الخبر ، كيف لهذا ان يحدث ؟؟ انه حتما كذب .....

المرأة الاولى : قيل انه انتحر

المرأة الثانية : كذب هي قتلته

المرأة الثالثة: انها مجرد دعابة من دعاباته السخيفة ، سترون بعد قليل دخوله الى القاعة

سخرت المرأة الاولى من الثالثة : دعابة ؟؟ وينتشر الخبر في الاخبار

المرأة الثانية : ربما هي زيفت قتله ، وقالت انه انتحر

المرأة الثالثة: لكنهم لم يرونا جثته

ساد الصمت لبضع ثوان ثم هرج بعده عندما رأوا سيارات تدخل من سور القصر

المرأة الاولى : لا بد انها زوجته

المرأة الثانية : تأتي بكل وقاحة

المرأة الرابعة : لنرى ماذا ستقول

نزلت من السيارة بعدما فتح لها يزن الباب ببدلته السوداء ونظاراته كذلك كان جامد الملامح رافعا رأسه لأعلى يستقبل نظرات النساء باعجاب ، اما تلك الهزيلة الحزينة في ثوب اسود يبين حدادها على زوجها الراحل تطأطئ رأسها خوفا بل رعبا لما سيحدث لها ، فتح يزن المظلة و غطا بها سيدته لكي لا يصيبها رذاذ الغيث ، نظرت بحزن الى القصر الشامخ الذي ستدخله ،قاطع سيل افكارها بصوته القوي : ارفعي رأسك و اعدلي ظهرك وتحكمي بنظراتك لا تكوني فريسة ألسنتهم الحادة ، نظرت اليه بينما هو كان ينظر الى البوابة دون ان يلتفت اليها فقالت بصوت واثق : شكرا لك

يزن : العفو

ثم طبقت تعليماته وسارت بشموخ الى ان فتح لها باب القصر و صعدت ذلك الدرج العريض بتأني وهو خلفها ، بعث وجوده لها الأمان ليس الان فقط بل منذ مدة طويلة ... طويلة جدا ..

توجهت الوجوه اليها حالما دخلت القاعة ، وحدقت العيون فيها ، شعرت بالفزع الا انها لبست قناع الصلابة والقوة وسارت وسط الحشود وخلفها يزن و رجلان لحمايتها الى ان وصلت الى النافذة المطلة على البحر اخذت نفسا ثم استدارت اليهم وقالت بجمود يخالف شخصيتها

ماري : سفيان عبد الجبار توفي اليوم

تعالت الشهقات و نظرات الفزع والدهشة ، بينما كانت ملامحها جامدة بلا مشاعر فهو لم يترك لها أية مشاعر لتحزن من اجله ،الا ان موته فجأة افزعها ، هل انتهى الكابوس ؟؟ هل نالت حريتها ؟؟ ام انها تحلم وستسيقظ على صوته المقزز ، ام انه سيفتح عينيه رغم وجود الثقبة الموجودة في رأسه .....

المتجولة .... خبايا الاحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن