المعجب السري و زهرة الاوركيديا

12 3 0
                                    


في المساء ، حملت ألما طبق الحلوى التي اعدتها وقررت ان تذيق حياء بعض منها فنزلت الدرج واتجهت الى منزلها ، فتحت حياء الباب بابتسامة واسعة ورحبت بها اشد الترحيب جلستا في غرفة المعيشة فدخلت حياء المطبخ من اجل احضار العصير ، بدأت ألما تجول بانظارها حول اثاث المنزل واللوحات التي في الجدران الى ان انتبهت الى رسم حياء الذي انهته صبيحة ذلك اليوم قبل الذهاب الى جامعتها اخذت تتحسس الرسم باناملها في اندهاش ، كان الرسم عبارة عن غزالة كأنها حقيقة خلفها بركة مياه وبعض الاعشاب ، عادت حياء اليها فهتفت ‏ألما وهي تطالع الرسومات الجدارية باعجاب : رسوماتك جميلة جدا !!! انت فنانة

حياء بخجل : شكرا ، هي فقط الرسمة الاولية ، مزالت تحتاج الى تعديلات ، انه فقط .....

قاطعتها ألما : اول مرة ؟ ترسمين على جدار

حياء : اجل

الما : واااو ، مارأيك ان اوظفك

حياء : توظفينني ؟؟

الما : اجل ، ترسمين على جدران العمارة رسومات مختلفة

حياء بتعلثم : انا لا أدري ان كنت استطيع ذ...

قاطلعتها ألما وهي تضع يديها على كتفي حياء و تقول بثقة : بلى تستطيعين ، انت موهوبة بالفطرة ، انا سأرسل لك مبلغا مبدئيا لشراء اغراضك ، فلتبدئي في اسرع وقت ممكن قبل ولادتك وغمزة لها بابتسامة مشرقة ....

في اليوم الموالي و بعد ان استلمت الدفعة الاولى من اجل الرسم ،دخلت محل بيع ادوات الرسم ، فقامت باقتناء جميع اللوازم للرسم على جدار البناية والرسم على الزجاج ، كانت سعيدة وهي تقارن بين المواد ، ‏اشترت اغراضها وعادت الى منزلها لكي تذهب الى العمل في المطعم ، قررت اختيار يوم اجازتها من اجل الرسم لأنها ستستغرق وقت طويلا

وضعت حياء السلم و وضعت تحته غطاء بلاستيكي كي لا يسقط الدهان على الارض ، وجلبت فرشها والوانها ، وارتدت مئز مطبخ ، كانت تقوم بجلب الاغراض و حمل الاشياء بسعادة وابتسامة واسعة ، رفضت مساعدة الجميع خاصة الرجال ، حتى ان ركان لم يعرض المساعدة عليها لأنه عرف الاجابة ، بينما كان يطل عليها من اعلى الدرج ويكلم نفسه

ركان : ما الذي تفعله تلك المجنونة ،ألا تخاف ان تسقط فتؤذي الجنين ونفسها ، من اجل بضع قروش ،يالها من مستهترة

كانت ترسم ثم تتوقف وتطالع الرسمة وتعوج رأسها فأخذ يضحك بينه وبين نفسه على تصرفاتها ، جلست لترتاح بجانب القطة التي تلاعبها كل صباح قبل الذهاب الى الدراسة وقبل الذهاب الى مطعم للعمل ، نهضت لتنفض عبائتها و دخلت من اجل جلب الحليب للقطة الصغيرة ،اقترب شيخ يبدو عليه الوقار يطالع الرسم بعدما عادت حياء الى شقتها ، وقف مطولا امام الجدار ، بعد فترة عادت وبيدها صحن حليب وضعته للقطة وعادت الى رسمها فوجدت ذلك الشيخ امامها ، التفت اليها الشيخ وقال : هل هذا رسمك

المتجولة .... خبايا الاحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن