أعتذر عن التأخير، وقبل أن نبدأ، أرجو منك أن تردد معي، رجاءً.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .. الدعاء الدائم للنبيﷺ
••••••••••••••••••••••••••
بعد مرور عدة ساعات، دقّت فايزة بلطف على باب غرفة كارما، وعندما نظرت كارما ناحية الباب بكل هدوء، قالت بلطف وبتعبير هادئ:
"مش وقته، أنا عايزة انام"تنهدت فايزة، التي كانت قلقة بشأنها، قائلة:
"أنا عايزة اتكلم معاكِ يا كارما"هزت كارما رأسها ببطء، وبصوت مائل للبكاء، أجابت: "وأنا مش عايزة اتكلم مع حد سيبوني لوحدي بقي"
نظرت فايزة بتركيز نحو الباب المُغلق، ولم تجد سوى صمت يعم المكان. بينما استرسلت بأدب بقولها بصوتٍ هادئ:
" طالما انتِ عايزاه وزعلانة اوي كده رفضتيه ليه هاا؟! "مسحت كارما دموعها بتأنٍ، كأنها ترغب في محو كل علامة من آثارها. بدت وجنتاها محمرتين بفعل الاحتكاك، ممزوجة بمظهر عابر من الغضب. وخرجت عباراتها بغضب شديد:
"اسكتي يا فايزة اللهي يسترك، وروحي اوضتك وسيبوني لوحدي أنا مطلبش منكم تعملولي معجزة... انا طلبت منكم تسيبوني لوحدي"تنهدت فايزة بحزنٍ، وكادت تفتحُ شفتيها لتبوح بما في قلبها، إلا أن دينا قطعتها بلطف، ووضعت يدها برفقٍ على كتفها، معبرةً بحركة رأسها بأن الصمت أفضل من المجادلة في هذا الوقت.
فايزة همست برفق وغضب طفيف:
" بس ايه لازمته اللي بتعمله ما طالما هي بتحبه موافقتش ليه؟! ليه حابسة نفسها جوا ده اللي عايزة افهمه "
دينا تنهّدت بعمق وجرّت والدتها برفق من يدها، وانطلقت بخطواتٍ ثابتة نحو غرفة المعيشة، ثم أجابت بصوتٍ متأنٍ:
" عشان هي مش فاهمة نفسها يا فايزة كارما مش فاهمة هي عايزة ايه... بنتك من زمان عمرها ما حبت تتعامل مع رجالة بس حازم كان حالة استثنائية ومع ذالك هي حاسة إنها لازم متقربش منه أكتر من كده لأنه مش بيبطل أذي للي حواليه ومش عايزة تتجرح منه زي اللي قبلها بس قلبها رافض أنها تبعد عنه فبلاش تضايقيها دلوقتي "
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
بعد مرور أسبوع، كانت كارما تقف بوقار أمام الدكتور خالد، وعلى وجهها هدوء شديد ، وهي تنطق بكلماتها بصوت شبة مسموع :
" أسفة على أزعاجك يا دكتور بس أنا جيت أنهاردة عشان اسلم الورق ده "
بعدما انهت جملتها، استخرجت كارما ظرفًا أبيض اللون من حقيبتها وسلمته للدكتور خالد.