الفصل 1: ظل مزعج .

2.1K 85 331
                                    





كانت الشوارع الليلية مكتظة بأناس يزحفون كجيش من النمل المضيء. أضواء النيون تتلألأ على واجهات المحلات، ترسم على الأسفلت لوحة ملونة تتلألأ كحبات الياقوت المتناثرة. رائحة الطعام تتداخل في الأجواء، مزيج من الزنجبيل والفلفل والتوابل الحارة .


مشى ليو شين بخطى هادئة وثابتة وسط الحشود. فجأة، شعر بهزة خفيفة في جيبه. أخرج هاتفه وفتح الشاشة ألقى نظرة سريعة على الرسائل ثم أعاد الهاتف إلى جيبه .



فجأة شعر بشيء آخر؛ ظل كثيف يتبع خطواته كأفعى مظلمة تزحف في خفاء. كان الظل ككتلة من الصمت، يلتصق بالأسفلت ويتبع خطواته بدقة مرعبة. كلما تسارع ليو شين في خطاه، كان الظل يتحرك بتناسق متقن .


لعن ليو شين داخله : " هذا الشيء ! ألن تتوقف بالفعل ! واجهني ! "



قرر ليو شين التلاعب و دخل عبر الازقة الضيقة .



الأضواء الخافتة التي كانت تتسلل من النوافذ العالية على الجدران الضيقة تعكس ظلالاً متعرجة تلتوي على الأرض كما لو كانت تسعى للإمساك به. كل زاوية كان ينحرف نحوها كانت كأنها تتآمر ضده، وكأنها جُدُر متحركة تحبس الطريق وتمنعه من الهروب.


التف ليو شين حول الزاوية الأولى، ولحق به صوت قدميه الذي تردد كصدى بعيد في الممرات الضيقة. رائحة الطعام المقلّي، التي كانت في البداية تجذب حواسه، الآن تسببت في ضيق صدره.



كان ليو شين يلتقط أنفاسه بصعوبة، بينما تتحرك الظلال على الجدران مثل كائنات حية، وكأنها تتلوى حوله وتخفي كل خروج محتمل.



تسارع قلبه كما لو كان ينبض في ريح عاصفة. صرخات الناس خلفه أصبحت أكثر خفوتًا، كما لو كانت تتلاشى في فجوة مظلمة. انعطف إلى الزقاق التالي، ليجد نفسه في ممر أضيق، يكاد لا يسع حتى خطواته. كانت الجدران مغطاة بالجراثيم والأوساخ، والجو مشبع برائحة عفنة، تلتصق به مثل قيد غير مرئي.



في كل مرة يلتف حول زاوية، كان الظل خلفه يكرر الحركات نفسها بدقة متناهية.


وكأنه يشبه ظل ليو شين نفسه !



فكر ليو شين لوهلة ثم حاول أن يتسلق حائطًا منخفضًا، معتقدًا أنه قد ينجح في الهروب من الملاحقة، ولكن الظل كان يقترب بثبات، كقوة غير مرئية تلاحقه بلا رحمة. الصوت الوحيد الذي سمعه كان صرير خطواته وهو يتنقل في الزقاق الذي بدا كمتاهة قاتلة.




في النهاية وصل ليو شين إلى ممر ضيق مظلم، كطريق يفضي إلى لا مكان، لكن عند الانعطاف إلى اليمين، وجد نفسه في زاوية ضيقة تحيط بها جدران مرتفعة. استدار بسرعة ليجد أن الظل لا يزال يلاحقه، يقترب ببطء ولكن بلا كلل.



Give me candy - اعطني حلوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن