الهواء الخريفي كان يعبث بأوراق الشجر اليابسة المتناثرة على الأرصفة بينما كان ضوء المساء الذهبي ينساب على الشارع، مضفيًا عليه طابعًا شاعريًا، لكن المشهد كان على وشك أن ينكسر بسبب صخب غير متوقع.
عند تقاطع مزدحم بالطلاب والعابرين، كان هناك شخصان يلفتان الأنظار. الأول طويل، يمشي بخطوات واسعة وبطيئة، ظهره مستقيم وكتفاه مرتفعان، يحمل على كتفه الآخر شخصًا آخر، أصغر حجمًا، لكن حركاته كانت أكثر نشاطًا واضطرابًا.
: "قلت لك ، أنزلني ! " صرخ ليو شين بصوت عالٍ ، يحاول أن يحرر نفسه ، بينما كان يضرب ظهر حاملِه بقبضتيه، واحدة تلو الأخرى، بقوة كافية ليُسمع صدى الضربات في الشارع.
الناس من حولهم توقفوا للحظات، البعض يرفع حاجبيه دهشة، والبعض الآخر يكتم ضحكة خافتة. الطلاب الواقفون على جانب الطريق يتهامسون فيما بينهم، عيونهم تراقب المشهد بفضول واضح.
: " يي سويانغ ، انت تطلب الموت ! " قال ليو شين مرة أخرى، بصوت مليء بالغضب، وقد كانت قبضتيه تضربان كأنهما مطرقتين على ظهره، لكن الآخر لم يكن يرد، ولم يكن يغير حتى وتيرة خطواته.
كانت يد الحامل تثبّت ليو شين على كتفه بصلابة، وكأنها صخرة لا تتزحزح، بينما كان في يده الأخرى يمسك بحذاء رياضي مهترئ وحقيبة مدرسية متهالكة تتدلى بخفة.
استمر بالسير، خطواته هادئة ومضبوطة، لم يُظهر أي علامة تدل على أن العبء على كتفه يثقله، حتى عندما بدأ ليو شين يلوح بساقيه في الهواء، في محاولة عبثية للنزول.
: " هل تسمعني؟! هل تتظاهر الان بأنك لا تسمع؟ " قال ليو شين بحدة .
لم ينظر يي سويانغ إليه ، لم يرفع حاجبه، ولم يتوقف للحظة. فقط واصل السير عبر الشارع بينما السيارات تتوقف عند الإشارة، والدخان الأبيض يتصاعد من عوادمها في الهواء البارد.
: " توقف عن التحرك ، لا تتأذى اكثر " قال
يي سويانغ ببساطة، بصوت هادئ جداً، بالكاد مسموع وسط ضجيج المدينة.رد ليو شين بنبرة عنيفة، وهو يضغط على كلماته بغضب مكتوم: " انا بخير ! انزلني ! "
كان ذلك الجرح البسيط في باطن قدمه - المسمار الذي غرس أثناء اللعب في المدرسة - يُصعّد من ألم كل حركة يقوم بها. كان الألم يزداد كلما حاول التحرك أو ضرب ظهر من يحمله، لكن كرامته كانت تمنعه من الاعتراف بذلك. كان يحاول إخفاء ألم وجهه المتشنج خلف الغضب والصراخ.
" قلت لك، دعني! " صوت آخر ضربة ليده على الظهر صدى في الهواء
عند التقاطع، وقفوا للحظات أمام الضوء الأحمر. مر شابان آخران بجانبهما، وهمس أحدهما للآخر وهو يضحك بصوت خافت: "انظر ، أليس هذا ليو شين ؟ "
أنت تقرأ
Give me candy - اعطني حلوى
Lãng mạn🔴 الرواية حب فتيان - اذا كنت غير مهتم لا تدخل - ❗❗ ظل غريب و طويل يستمر بتتبع ليو شين بصمت ، خطواته سريعة و هويته مجهولة . من المدرسة حتى السوبر ماركت وصولا للمنزل كل يوم و لمدة عام كامل ، لم يلقي ليو شين بالا للامر . لماذا ؟ لانه الطالب الاكثر ت...