الفصل 28: اين السجائر ؟

351 55 78
                                    



كان الليل قد أسدل ستائره فوق المدينة، وأضواء النيون الباردة ترسم ظلالاً متراقصة على الأسفلت المبلل.



مشى ليو شين بخطى ثابتة على جانب الرصيف، يحدق أمامه بعينيه الجادتين وكأن الطريق هو كل ما يشغله.



خلفه، كان يي سويانغ يقف بصمت مع يي لين ، يراقب رحيل ليو شين بعيون تغمرها الحزن.



شعره الناعم يتطاير بخفة في النسيم، وكأنه يلوح له بضعف. نظراته كانت مليئة برجاء خفي، قال من بعيد : "دعني آتي معك، سأوصلك "




ادرك ليو شين استعطاف يي سويانغ ، لذا تظاهر بعدم الفهم. التف بجسده قليلاً، نظرة سريعة وباردة، وابتسامة مقتضبة ارتسمت على شفتيه. قال بصوت محايد: "وداعًا." ثم أكمل طريقه.



بينما كانت خطواته تثقل مع كل خطوة، عادت إليه ذاكرته فجأة، وكأنها مشهد سينمائي يعيد عرض نفسه دون سابق إنذار.



عندما قام يي سويانغ في لحظة مفاجئة، بمعانقته. تذكر الحرارة التي اجتاحت جسده في تلك اللحظة، كيف تحولت تلك العيون الحزينة إلى نظرة مليئة بالحنان والاحتواء. احتقنت أذناه فجأة، وبدأت الحرارة تتصاعد منهما حتى بدت وكأنها شعلة صغيرة.



توقف عن المشي، وكأن ثقلاً غير مرئي شده إلى الأرض. نظر حوله للحظة، ثم جلس بهدوء على حافة الرصيف، يطوي جسده حول نفسه كطفل يبحث عن الأمان في حضن أمه.



وضع ذراعيه حول ركبتيه وضغط وجهه بينهما، يحاول إخفاء احمرار وجهه الذي تحول إلى اللون القرمزي. كان قلبه ينبض بسرعة، وصوت أنفاسه المتسارعة يُسمع بوضوح.


"لماذا " همس لنفسه وهو يشعر بحيرة عارمة. "لماذا أتذكر الآن؟"




تسربت أضواء النيون الملونة حوله، مما أعطى شعره الداكن بريقًا خفيفًا، فيما بدت ظلاله وكأنها ترقص على الحائط القريب منه، وكأنها تجسد اضطرابه الداخلي.




......




كانت يي لين تراقب كل شيء بهدوء و اثناء السير مع اخيها ، لم تمنع فضوله من ان يكون المتحكم بها و سألت : " غا ، هذا الشاب صديقك ، يبدو انك تحبه كثيراً ، أليس كذلك ؟ "



اضاءت أعين يي سويانغ و التفت سريعا و لم يتردد في الاجابة : " أحبه للغاية "



صفرت يي لين و دفعت ذراعه بمرفقها في سخرية:
" هل ستغار ان اصبحتُ حبيبته ؟ هل يمكنك اعطائي اياه ؟ "


هز يي سويانغ رأسه : " لقد شاركتُك كل ما أملكه منذ الصغر ، سواء الالعاب او الحلوى حتى انني اعطيتك الان ملصقاتي

لكن ليو شين هو الشيء الوحيد الذي لن اشاركه مع اي شخص ، انه ملكي "





سمعت يي لين الجدية في نبرة يي سويانغ رغم انها كانت تمزح ، لذا تغير مزاجها و قالت :

Give me candy - اعطني حلوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن