بسم الله يلا نبدأ:
هناك وسيلة دفاعية عقلية طبيعية لدى كل إنسان تشبه في عملها جهاز مناعة الجسم ضد الأمراض والفيروسات التي تغزوه وهي أن كل شيء لا بد وأن يكون له تفسير منطقي وإذا غاب التفسير المنطقي اختلقت تلك الوسيلة الدفاعية تبريرًا مؤقتًا ليحل محله ريثما يأتي ذلك التفسير الذي يمكن لعقله تقبله وقبوله.
دخل علينا أحد أصدقائنا استراحتنا في ساعة متأخرة....
لم يكن بطبعي البقاء لوقتٍ متأخر لكن تلك الليلة كنت مندمجًا مع برنامج على التلفاز وأنتظر حتى أفرغ منه لأرحل.
جلس ' صالح ' وعلى وجهه علامات التوتر والفزع فسأله أحد الموجودين قائلًا:
ما بك؟
تبدو متوترًا!
' صالح ' بقلق ونبرة فزع:
لا أعرف ماذا أقول....
لكني رأيت أو توهمت أني رأيت شيئًا خلال دخولي قبل قليل!
اعتدل السائل في جلسته وأدار بقية الحاضرين رؤوسهم ومسامعهم بإهتمام نحو ' صالح ' الذي استأنف حديثه بقول
رأيت أو ظننت أني رأيت....
لا أعرف....
قطًّا أسود....
رد أحد الحاضرين بتهكم هل كل هذا بسبب قط أسود؟....
' صالح ':
لا....
افهمني....
القط كان يقف على قوائمه الخلفية فقط وكأنه بشر ويلوح لي....
وأظنه كان يبتسم!
ضحك معظم المتواجدين وسخر بعضهم من ' صالح ' الذي بدت عليه معالم الندم والتحرج الشديد مما قال لكن ليس أنا لعلمي السابق بإمكانية حدوث مثل هذه الأمور وبشكل متكرر وأكثر مما نتصور فتشكل الجن حقيقة ويحدث لأسباب كثيرة لم أكن بصدد شرحها لصاحبي المرعوب أو للبقية المتهكمين الساخرين الذين اقنعوه بأنه توهم ما رآه.
كان يمكن أن أصمت لكن ذلك سيكون ضد أهم مبادئي وهي تقديم الحقيقة مهما كانت مزعجة لأن درجة الإيمان بالغيبيات تختلف من شخصٍ لآخر والبعض يحصرها بما ذُكر له من المصادر العلمية والدينية فقط ويرفض ما سواها وهذا لا بأس به ويندرج تحت مظلة حرية التفكير والاعتقاد لكنها ليست سببًا للامتناع عن تقديم رأيك وهذا أمر طبيعي.
أنت تقرأ
خوف 2
Bí ẩn / Giật gân' ينهي ' خوف ' المتمرد على مجتمعه مغامراته، التي خاضها في الجزء الأول من الرواية، يعود إلى حياته الطبيعية بحثًا عن الهدوء والاستقرار، لكن ذلك الهدوء لا يدوم طويًلا.... يجد نفسه بين براثن مغامرة جديدة مع عالم الجن والشياطين السُفلي، ويطال التهديد أقر...