بسم الله يلا نبدأ:
اشتداد العراك بين الكينونتين بدأت بعض معالمهما تظهر وتتشكل تدريجيًّا حتى اتخذا تشكلًا كاملًا على هيئة كلبين يعتركان بضراوة أحدهما أبيض اللون والآخر أسود وبذلك استطعت التفريق بينهما فـ ' ميجس ' كان لا بد أن يكون الكلب الأبيض فهذا هو اللون المفضل للأسياد عندما يقررون التشكل أما الآخر وبسبب اختياره اللون الأسود فهو غالبًا من الجن وليس شيطانًا وهذا ما أثار استغرابي خلال مراقبة عراكهما لأن الجن نادرًا ما يتصادمون مع الشياطين لأي سبب لأنهم مؤمنون ويتجنبونهم قدر الإمكان.
الكفة بدأت ترجح لـ ' ميجس ' مع استمرار النباح والزمجرة والصدام المستمر بينه وبين ذلك الكلب الأسود لأن الشياطين العاشقة من طبقة الأسياد تملك قوة استثنائية خاصة إذا كانت معمرة ولم أكن أستطيع مد يد العون خاصة وأني لم أتيقن حتى الآن من نوايا الطرف الآخر تجاهي فقد أكون واهمًا في مسألة أنه أتى لمساعدتي وأدفع ثمن أي تحرك غير مدروس تجاههما لذا قررت البقاء مكاني وانتظار نتيجة النزال الذي بدا أنه سيحسم لمصلحة ' ميجس '.
أطبق الكلب الأبيض بأنيابه على رقبة الكلب الأسود وثبته للأرض وأخذ يهزه بعنف وهو يزمجر بوحشية فنهضت بثقل لأخرج من المكان لكن وقبل أن أبدأ بالتحرك نحو باب الخروج رفع أذان الفجر وافتتح بـ ' الله أكبر ' ممدودة بصوتٍ جهوري بعث الطمأنينة في قلبي والفزع والجزع في الكلب الأبيض الذي لفظ عنق الكلب الأسود النازف من بين أنيابه وبدأ يعوي بطريقة غريبة ونبرة متقطعة يخالطها بعض الصياح وكأنه متوجع من شيء ما.
لم يبقَ ' ميجس ' في المكان خلال الأذان واختفى على الفور تاركاً الآخر على الأرض ينزف بغزارة.
سرت نحوه بحذر واقتربت منه وكان كأي كلبٍ مصاب وبالرغم من ظلمة المكان الجزئية إلا أني أذكر بوضوح لسانه المتدلي وصوت أنفاسه اللاهثة.
حاولت على قدر استطاعتي إسعافه وإيقاف نزف جرح عنقه لكن نبع الدماء لم يتوقف حتى بعد ربطي له بقطعة من القماش وسقيه بعض الماء.
حملت الكلب الأسود ووضعته على الأريكة وهو يلهث ويتنفس بسرعة وقد كان جليًّا لي أنه يحتضر.
بقيت بجانبه بلا حيلة أراقبه بصمت حتى تذكرت معلومة من علمي الذي لا ينتفع به وخرجت للخارج وتوجهت لأقرب مكان فيه تربة وحملت بعضها بين كفي وعدت له مسرعًا ووضعت حفنة التراب على رقبته وتراجعت بضع خطواتٍ للوراء وأنا أشاهد الكلب وهو يتلوى ويصدر بعض الأصوات كالأنين.
توقفت الأصوات وتوقف الكلب عن التلوي ولم ينهض ولم يتحرك فظننت أنه مات لكن وقبل أن أسير عائدًا نحوه قفز بسرعة من أمامي خلف الأريكة.
أنت تقرأ
خوف 2
Misteri / Thriller' ينهي ' خوف ' المتمرد على مجتمعه مغامراته، التي خاضها في الجزء الأول من الرواية، يعود إلى حياته الطبيعية بحثًا عن الهدوء والاستقرار، لكن ذلك الهدوء لا يدوم طويًلا.... يجد نفسه بين براثن مغامرة جديدة مع عالم الجن والشياطين السُفلي، ويطال التهديد أقر...