بسم الله يلا نبدأ:
بعد عدة أشهر من البطالة حصل ' عواد ' أخيرًا على وظيفة بعد ما نفذ ذلك الرجل وعده بتعيينه في إحدى شركاته لكن تلك الوظيفة كانت في مدينة أخرى تبعد عن مدينتا مسيرة ساعتين بالسيارة.
كنا جميعًا سعداء لأجله وبالرغم من صدامي معه تلك الليلة بعد خروجنا من المنزل ' المسكون ' إلا أنه عبر عن حزنه لي ولأهلي لأنه سيبتعد عنا لكنه لم ينقطع عن عادة زيارتنا كل جمعة وتناول الغداء معنا عندما كان يزور مدينتنا لزيارة أهله وأهل زوجته.
لم يتوقف ' عواد ' عن ممارسة العلاج الروحاني لكن تواصله معي بشأن الحالات المرضية أصبح شبه معدوم لأن عمله في العلاج انتقل معه لتلك المدينة وأنا كنت مسرورًا لذلك فلم أكن أريده أن يرتبط بي للأبد في هذا المجال واستقلاله كان أمرًا مهمًّا بالنسبة لي خاصة وأنه لم يكن مؤهلًا أو راغبًا بالانتقال للمرحلة الثانية واكتفى بذلك العلم فقط.
خلال عام من بعد تعيينه في تلك المدينة بدأت ألحظ عليه بعض التغيرات في كل مرة كان يزورنا فيها بعد صلاة الجمعة.
أشياء بدأت بسيطة لكني لاحظتها مثل عودته لتربية لحيته وتغييره لسيارته لأكثر من مرة وفي كل مرة تكون سيارته أكثر غلاءٍ من السابقة.
لم أثر الموضوع معه ولم أناقشه حتى قال بشكلٍ عارض وهو يتحدث مع أبي ونحن نحتسي الشاي بعد غداء الجمعة بأنه قد اشترى منزلًا في حي راقٍ جدًّا في مدينته التي انتقل إليها مع زوجته فقلت له بدون تردد وأنا أحدق بقدح الشاي بيدي:
من أين أتيت بالمال؟
توتر ' عواد ' وأجاب باجابة غبية كعادته عندما يُحاصر وقال:
من راتبي....
لقد قلت للتو إنك دفعت قيمة المنزل بالكامل هل راتبك الشهري يتحمل ذلك؟
' أبي ':
الله يرزق بغير حساب يا بني.
لكن أنا سأحاسب هذا الاستغلالي....
' عواد ' بغضب:
ماذا تريد مني؟!....
لقد كنت خادمًا لك لفترة طويلة ولم أعد بحاجتك الآن!
' أخي ' باستغراب:
ما الأمر يا ' عواد '؟....
لمَ أنت غاضب؟....
أخي لم يقصد ما قاله.
' عواد ' وهو ينهض ويوجه كلامه لأخي بسخط:
أخوك ساحر!
أنت تقرأ
خوف 2
Mystery / Thriller' ينهي ' خوف ' المتمرد على مجتمعه مغامراته، التي خاضها في الجزء الأول من الرواية، يعود إلى حياته الطبيعية بحثًا عن الهدوء والاستقرار، لكن ذلك الهدوء لا يدوم طويًلا.... يجد نفسه بين براثن مغامرة جديدة مع عالم الجن والشياطين السُفلي، ويطال التهديد أقر...