بسم الله يلا نبدأ:
كيف تضع مقدمة لرحلة بدأت ولم تنتهِ بعد؟....
هل سنخوض ذلك السجال القديم مرة أخرى عما إذا كانت الأحرف الُمسطرة في هذه المدونة كتابًا أو رواية أو شيئًا آخر؟
لم نبدأ بعد وقد طرحت سؤالين....
لا تلقِ بالاً فهذه طبيعة عقلي المتسائل الذي لا يتوقف ويوقعني في المشكلات دائمًا.
التدوين كان وما زال وسيبقى جزءًا من حياتي.
لكن ما الذي يستحق التدوين؟....
التاريخ؟....
الخواطر؟....
العلم المثبت؟....
هل كل من دون حرفًا انتظر إذنًا أو مشورة من أحد بأن يفعل أو لا يفعل؟
أي نصِّ يُكتب يستمد قوته من قُرائه وتزداد تلك القوة عندما يرون أنفسهم فيه....
نحن كبشر جُبلنا على التعاطف مع من عانوا مثلنا فلو كتبت نصًّا عن ألم فراق الأم سيرى الكثير أنفسهم في تلك الكلمات ولن أحتاج لبراهين أقدمها كي أقنعهم بتلك المشاعر ومدى قوتها وتأثيرها علينا لأنهم عاشوها بأنفسم وأنا لم أقم سوى بنسجها أمامهم كي يشعروا بها مرة أخرى.
لذا فليس من المنطقي أن أحاول شرح حقيقة تلك المشاعر لمن لم يجربها قط.
كان الناس في السابق يواجهون مشكلة مع من يأتي بفكرٍ جديد أما اليوم فقد تطور الأمر لمحاربة حتى من يملك مجرد رأي.
مصادرة الأفكار مصيبة لكن مصادرة الآراء كارثة بكل المقاييس.
انتقلنا من مسوخٍ رافضة للتغيير أو التغير إلى وحوشٍ تفترس كل من يفكر حتى في ذلك.
في الواقع نحن لسنا ملزمين باحترام الرأي إذا كان صاحب الرأي لا يحترم نفسه فأجمل النقاشات هي التي تخلو من محاولة الإقناع لكن ذلك نادرٌ جدًّا في زمن المسوخ الفكرية.
هناك فرقٌ بين من يكره ' الحرية ' وبين من يكره ' الأحرار ' والخلط بينهما مهلكة لك كل الحق أن تكره أفكاري لكن أن تحول ذلك الكره لشخصي أنا فهذا كفيل بوضعك في دائرة من التجاهل لن تخرج منها أبدًا.
بالرغم من حديثي الكثير عن النقاشات العقيمة ومقتها إلا أني أقل الناس نقاشًا مع الغير فنَفَس الأحمق العنيد أطول بكثير من نَفَس العاقل المنطقي لذا تجده ينطح برأسه كل من يختلف معه بالرأي فلا عقل في ذلك الرأس ليخاف عليه من التلف.
الجنون أمر نسبي....
وكلنا مجانين بنسبٍ متفاوتة وبعضنا يجيد إخفاء جنونه والبعض الآخر يمارسه بكل حرية.
العواقب....
الخوف من العواقب هو صمام الأمان....
هو القيد الذي يقود عقولنا ويوجه بوصلة سلوكياتنا وتصرفاتنا.
عندما أشاهد رسالة معنونة بـ ' المشهد الذي أبكى الملايين ' أعلم سلفًا أني لن أكون من ضمنهم وأنا سعيدٌ لذلك.
لقد تركت القطيع منذ زمن طويل واكتفيت بمراقبتهم من بعيد في عزلتي.
تلك العزلة قدمت لي أجوبة كثيرة انبثق منها أسئلة أكثر....
شاركت بعضها مع من كانوا حولي لأحذرهم لكنهم بقوا سائرين مُسيرين في حياتهم وبعضهم خرج عن صمته فقط ليلقبني بـ ' المجنون ' أو ' الكاذب ' والمفضلة عندي بالطبع ' هل تصلي؟ '.
العبارة الأخيرة قيلت لي كثيرًا ولا أعرف لماذا!
كان معه حق عندما قال لي:
' لا تخبر نفسًا بما حدث معك فلن يصدقك أحد لكن لن نمنعك من ذكر ذلك لأننا واثقون من تجاهل الناس لما سوف تقوله.... '
صدق وهو كذوب بقوله لن يصدقك أحد لكنه أغفل من مروا بعالمهم ولو مرور الكرام فهم بين مصدق ومشكك يأكله التسأول.
بعض ما سأكتب في الصفحات التالية قطعة فاسدة مني لكني اكتشفت أنها يمكن أن تكون دواءً لغيري.
أنا لن أتكلم عن فراق الأم لكني سأكتب عن شيءٍ آخر....
شيء كتبت وما زلت أكتب عنه اليوم وسأكتب عنه غدًا حتى لو كان في مذكراتي الخاصة.
الفرق الآن أني بعد الكتاب الأول لم أعد وحيدًا فالكثير شاهد نفسه في بعض أو كل ما كتبت عن نفسي.
هذه ليست رواية أو كتابًا هي مجرد جزء من مذكرات شخصٍ وُصف بالمجنون معظم حياته دونها وما زال يدونها ليرسم خريطة لمراحل موته التي بدأت يوم مولده ولم تنتهِ بعد.
الحمد لله كده خلصنا.
أنت تقرأ
خوف 2
Misterio / Suspenso' ينهي ' خوف ' المتمرد على مجتمعه مغامراته، التي خاضها في الجزء الأول من الرواية، يعود إلى حياته الطبيعية بحثًا عن الهدوء والاستقرار، لكن ذلك الهدوء لا يدوم طويًلا.... يجد نفسه بين براثن مغامرة جديدة مع عالم الجن والشياطين السُفلي، ويطال التهديد أقر...