الفصل الاول

726 18 0
                                    

عقد بيع

قضمت كل أظافرها بتوتر شديد حتى التهب اللحم حول الأظافر وأصبح مهترئًا.. عادة لا تستطيع التخلص من تلك العادة مطلقًا والتي تشوه جمال يديها الظاهر لكنها كانت في قمة توترها اليوم وهي تدور في الصالون العملاق الملحق بالمنزل ومن الطبيعي أن تبدأ في قضم أظافرها وبشراهة علها تسيطر على رعشة كفيها وخفقان قلبها القاتل.. لكن اليوم لا يشبه البارحة بل لا يشبه حتى الكوابيس.. كلما عاشت كلما فجعت بما يخلع قلبها..

واليوم يزيد أبو الخير سيعود مجددًا كما هددها منذ دقائق.. أحوال والدها المادية كانت متردية في السنوات الأخيرة بسبب إدمانه للكحوليات والمقامرة مما دعاه لمشاركة هذا اليزيد، حوت من حيتان المال الذين ظهروا في الآونة الأخيرة من العدم.. لم يكن أرستقراطيًا كعائلة تيجان بل كان سوقيًا بذيئًا وكانت تعلم أنه يحمل لها نوايا سيئة منذ اليوم الأول الذي رآها فيه وتجنبت الاحتكاك به حتى انهار والدها تمامًا وتوفي منذ أيام وهو يحمل زجاجة من الكحول في يده.. يا لها من خاتمة مروعة ولا تتمنى أن تكون في مكانه أبدًا .. لكن ما تزرعه تحصده وموته لم يكن يعني لها سوى المزيد من الأسى فحياتها كانت دائرة من الألم منذ أن تركت المدرسة بعد حصولها على الشهادة الثانوية الأمريكية فوالدها لم يكن يريد تحمل أي مصروفات دراسية جديدة حتى ولو ضئيلة في الجامعات الحكومية وقبلت هي ذلك في مقابل استمرار عاصم في الدراسة حتى ولو في مدرسة حكومية عادية.. كانت ستقبل بالحد الأدنى من كل شيء لكن حتى هذا تبخر حينما توفي والدهما بعدما خسر كل شيء وحتى هي باعها ليزيد كأي غرض يملكه ..

سيكون عليها إما الرضوخ ليزيد أو الدخول في نزاعات قضائية ممتدة ولا تملك حتى ثمن الاستشارة لتعلم مدى قانونية هذا نهايك عن تحمل مصاريف القضاء نفسه إن استطاعت الحصول على تأكيد بعدم قانونية ذاك العقد المقيت لكن تهديدات يزيد كانت صريحة " لا يوجد قانون صريح يجرم الاتجار في البشر كله بالحب والواسطة والحظ ومن الآن أنتِ ومنزلكِ ملك لي، سأذهب لإحضار ملابسي وأعود وأريد أن أجدكِ في كامل زينتكِ صهبائي الجميلة "..

ولمس عاصم كتفها برقة لكنها أجفلت وصرخت صرخة أفزعته ورغمًا عنها سقطت دموعها فسارع لتهدئتها.. - لا تخافي ربى هذا أنا..

الحسنة الوحيدة التي تركها لها والدها ووالدتها هي " عاصم " لولاه ما كانت صمدت لكن وجوده يهون عليها الكثير.. صحيح هو لم يبلغ الثانية عشر بعد لكنه بعقل يماثل عقل البالغين وحنية تعوضها عما تعانيه من شظف العيش والمشاعر..

كان وجه عاصم مبيضًا من الخوف مثلها تمامًا حتى وهو يحاول تهدئتها.. - لقد استمعت لحديث هذا المقيت.. صحيح لم أفهم منه الكثير لكني استنتجت.. هذا الرجل يدعي أنه اشتراكِ بالمال هل هذا صحيحًا؟؟

وضمته بقوة.. - لا تحمل الهم أخي الصغير.. سأجد حلًا بإذن الله.. ثم لم يكن من اللائق التصنت عاصم هذه ليست أخلاقك..

ورقة التينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن